
أحيت إدارة كرميان في إقليم كوردستان، يوم الإثنين 12 نيسان/أبريل، الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال، من خلال مراسم مهيبة شارك فيها عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب حشود من المواطنين وذوي الضحايا الذين لا تزال جراحهم مفتوحة رغم مضي عقود على وقوع الكارثة.

استُهلت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء الأنفال، أعقبتها كلمات مؤثرة ألقاها عدد من الحضور، شددوا فيها على أن ما جرى كان جريمة تطهير عرقي ممنهجة ارتكبها النظام البعثي بحق الشعب الكوردي، في محاولة لطمس هويته وتدمير كيانه، من خلال قتل وتهجير مئات الآلاف من الأبرياء.
وأكد المتحدثون أن إحياء الذكرى ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو عهد متجدد بمواصلة الجهود لتحقيق العدالة الكاملة لضحايا الأنفال وعائلاتهم، وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل. كما طالبوا المجتمع الدولي بالاعتراف الكامل بحملات الأنفال كجريمة إبادة جماعية، بما يكفل الحقوق القانونية للضحايا وذويهم.

وخلال المراسم، طالب ذوو الضحايا بتعويضات مادية ومعنوية شاملة، تشمل صرف مستحقاتهم المالية وتوفير الرعاية الصحية والسكن اللائق والخدمات التعليمية لأبنائهم، مؤكدين أن هذه المطالب تمثل جزءًا بسيطًا من ردّ الاعتبار لمن فقدوا كل شيء.
كما جدّد الأهالي مطلبهم الحاسم باستعادة رفات أحبّائهم من المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء العراق، والعمل على دفنهم بطريقة تليق بتضحياتهم، مؤكدين أن استمرار تغييب رفاتهم يمثل جرحًا غائرًا في الوجدان الجمعي الكوردي.
وتُعدّ حملة الأنفال، التي نفذها نظام صدام حسين بين عامي 1987 و1988، واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في تاريخ العراق المعاصر، حيث استخدم فيها النظام القصف الجوي والأسلحة الكيماوية والإعدامات الجماعية، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 182 ألف مواطن كوردي، وتدمير أكثر من أربعة آلاف قرية بالكامل.

وتبقى ذكرى الأنفال، رغم مرارة تفاصيلها، شاهدًا حيًّا على وحشية الاستبداد، وإرادة شعب لم ينكسر، لا يزال يناضل من أجل الاعتراف والعدالة والكرامة.
