أخبارالعالم الاسلاميالمرجعية

المرجع الشيرازي: الحاكم العادل هو من يجعل نفسه مأموراً لشعبه حفاظاً على وحدة الأمة وسلامتها

أكد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي أن جوهر القيادة الحقيقية يكمن في جعل الحاكم مأموراً لأمته، متقبّلًا لمطالبها، مشدداً على أن الحكمة القيادية هي التي تحفظ وحدة الأمة وسلامة نسيجها الاجتماعي من التناحر والتشاجر والاختلاف.
وبيّن سماحته أن أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) جسّد هذا النموذج في سنوات حكمه، فكان يتحمل الأذى والألم بنفسه، ويترفّع عن الردّ، حرصاً على سلامة الأمة من الانقسام والضرر، قائلاً: “إن سياسة الحكم تجعل من الحاكم مأموراً للأمة، حتى لا تُصاب الأمة بأذى وضرر وانهيار، ولذا كان الإمام أمير المؤمنين يتحمّل الأذى ويرتضيه لنفسه كي تبقى الأمة موحدة”.
وأشار سماحة المرجع الشيرازي إلى أن السياسات، بمختلف مستوياتها، سواء تعلقت بالحكم أو بالإدارة أو بغيرها من المجالات، إذا افتقرت إلى الرفق، فإنها تكون بلا بوصلة تهديها إلى الطريق الصحيح. مؤكداً أن الإمام علياً (عليه السلام) قرن السياسة بالرفق عملياً، فجعل من هذا المبدأ رأساً لجميع قراراته، وهو ما جعله نموذجاً يُحتذى به في تجارب الحكم الناجحة عبر التاريخ.
وفي هذا السياق، أشار سماحته إلى قول أمير المؤمنين (عليه السلام): “رأس السياسة استعمال الرفق”، مبيناً أن الإمام لم يكتفِ بالتنظير، بل طبّق هذا المبدأ في حياته وسنوات حكمه، على خلاف من يتحدثون عن مفاهيم الرفق والرحمة لكنهم يعملون بخلافها.
كما لفت سماحته إلى ندرة الحكومات الإسلامية التي اتّسمت بالرفق والعدل، مؤكداً أن تلك التي امتازت بشيء من الجودة إنما كانت متأثرة بنموذجي حكم الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) والإمام عليّ (عليه السلام)، حيث كان الرفق عنواناً عريضاً يلازم سياساتهما وقراراتهما.
وختم سماحته بالتأكيد على أن أية حكومة تتبنى سياسة الرفق، وتقرنها بالعدل، فإنما تسير على خطى تلك التجربتين التاريخيتين العظيمتين، موضحاً أن الحريات والطمأنينة والسلام، إذا وُجدت في بعض الأنظمة، فهي من بقايا الأثر الذي تركته سياسات الرفق في الحكم النبوي والعلوي، مضيفاً: “إذا كان هناك بعض الرفق وبعض الحريات والممارسات الجيدة في بعض الحكومات والأنظمة، فإنما هي ناتجة عن سياسة الرفق التي اتّبعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى