شنت الطائرات الأمريكية سلسلة غارات جوية عنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق محيطة بها، في تصعيد جديد أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين الذين يرزحون تحت وطأة حرب مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.
ووفقاً لتقارير إعلامية محلية ودولية، استهدفت الغارات مطار صنعاء الدولي ومناطق سكنية وزراعية في بني حشيش وجبل نقم وفج عطان، ما أدى إلى تدمير واسع في الممتلكات العامة والخاصة، وشلّ سبل العيش لمئات الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
وبحسب مصادر محلية، فقد أسفرت 15 ضربة جوية أمريكية نُفذت منذ منتصف آذار/مارس 2025 عن مقتل 31 مدنياً وإصابة 101 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في صنعاء وحدها.
وتأتي هذه الغارات في وقت يشهد فيه اليمن أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش نحو 80% من السكان تحت خط الفقر، بينما يهدد تدمير القطاع الزراعي بمفاقمة خطر المجاعة في البلاد، التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج المحلي لتأمين احتياجاتها الأساسية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن اليمن يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع نزوح ملايين المدنيين وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه.
من جانبها، نددت منظمات حقوقية بالتصعيد العسكري، معتبرة أن اليمن بات ساحة لصراعات دولية بالوكالة، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف الغارات وحماية المدنيين، محذّرة من استمرار تدهور الوضع الإنساني في ظل صمت دولي وغياب أي أفق سياسي لإنهاء الصراع.
