آسیاأخبار

الشرق الأوسط يواجه شبح الجفاف في ظل تغيرات مناخية متسارعة

يشهد الشرق الأوسط تحولات مناخية حادة تهدد أمنه المائي والغذائي، مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة واستنزاف متزايد للمياه الجوفية، وفق ما كشفه تقرير حديث أصدرته شبكة “زوي للبيئة”. وسلّط التقرير الضوء على أن دولًا مثل العراق وسوريا وإيران وتركيا تواجه ضغوطًا متزايدة بفعل تسارع وتيرة الاحتباس الحراري وتراجع معدلات الهطول المطري.
وأوضح التقرير أن متوسط درجات الحرارة في المنطقة ارتفع بما يصل إلى 2.8 درجة مئوية خلال العقد الماضي، متجاوزًا بكثير الهدف العالمي المتمثل في الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاق باريس للمناخ. وترافقت هذه الزيادة مع اشتداد موجات الجفاف، وامتداد المناطق الصحراوية، وتراجع خطير في الموارد المائية، خاصة في مدن مكتظة تأثرت بالحرب والنزوح مثل حلب وحمص وحماة.
ويُعد العراق من أكثر الدول تأثرًا بالمناخ القاسي، مع زحف التصحر نحو المناطق الشمالية الزراعية، بينما يتسبب التغير المناخي بتراجع مستويات المياه في نهري دجلة والفرات، مصدر الحياة الرئيسي في البلاد. كما يواجه لبنان انخفاضًا كبيرًا في معدلات الهطول المطري، خصوصًا في سهل البقاع، ما يهدد النظام البيئي وسلة الغذاء الوطنية.
ووفق التقرير، تُعد الزراعة المستهلك الأول للمياه في معظم دول المنطقة، مثل إيران وسوريا والسعودية، في ظل غياب سياسات فعالة لترشيد استخدامها. وفي المقابل، تعتمد دول كالكويت على محطات تحلية المياه رغم فقدان نسبة كبيرة منها، في حين تواجه فلسطين تحديات مضاعفة في الوصول إلى مصادر المياه وسط ممارسات إسرائيلية وصفها التقرير بالانتهاكات البيئية والحقوقية.
ودقّ التقرير ناقوس الخطر بشأن استمرار السحب العشوائي للمياه الجوفية، لا سيما في سوريا وإيران والعراق، من دون وجود آليات لتعويضها، محذرًا من أن غياب الإصلاحات الجذرية في سياسات إدارة المياه والري قد يؤدي إلى مستقبل غير مستدام على صعيدي الأمن المائي والغذائي.
ويخلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الخطر تتطلب استراتيجيات إقليمية فعالة تشمل تقنيات الزراعة المستدامة، وتطوير البنية التحتية، وتعاونًا عابرًا للحدود لضمان توزيع عادل للموارد المائية التي أصبحت شحيحة أكثر من أي وقت مضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى