الشرطة الهندية تقمع مظاهرات لمسلمين في كيرالا احتجاجًا على تعديلات قانون الأوقاف الإسلامية

قمعت الشرطة الهندية بعنف مظاهرات نظّمتها حركتا “التضامن” و”المنظمة الإسلامية الطلابية” في ولاية كيرالا جنوبي البلاد، احتجاجًا على تعديلات مثيرة للجدل لقانون الأوقاف الإسلامية، استخدمت خلالها الهراوات وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين حاولوا التوجه بمسيرتهم نحو مطار كاليكوت الدولي يوم الأربعاء الماضي.
وأقامت السلطات حواجز لمنع تقدم المتظاهرين، قبل أن تتدخل بعنف ضدهم بعد هتافهم بأن القانون الجديد يمثل “إبادة جماعية”، ما أسفر عن إصابة عدد منهم واعتقال قادة بارزين في الحركتين، من بينهم رئيس حركة التضامن توفيق مامباد، ورئيس المنظمة الطلابية الإسلامية عبد الواحد، وأعضاء قياديون آخرون.
وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب تمرير الحكومة المركزية برئاسة ناريندرا مودي قانونًا جديدًا للأوقاف، أثار موجة غضب واسعة بين المسلمين في أنحاء الهند، لما يتضمّنه من بنود تمسّ باستقلالية إدارة الأوقاف، أبرزها إشراك غير المسلمين في إدارتها، وهو ما يراه المحتجون انتهاكًا صارخًا للمادة 26 من الدستور الهندي التي تضمن حرية إدارة الجماعات الدينية لشؤونها الخاصة.

واعتبر مالك معتصم خان، عضو مجلس القانون الشخصي الإسلامي في الهند ونائب رئيس الجماعة الإسلامية، أن التعديلات تمثل “اعتداءً مباشرًا على الحرية الدينية والحقوق الدستورية للمسلمين”.
بدورها، دانت المنظمة الإسلامية الطلابية تصرفات الشرطة، ووصفتها في بيان لها بأنها “نفاق واضح من حكومة الولاية التي يقودها الحزب الشيوعي الهندي”، معتبرةً القمع الذي استُخدم ضد المتظاهرين هجومًا سافرًا على الحق في التعبير الديمقراطي، وتوعدت بمواصلة النضال ضده بجميع الوسائل القانونية والدستورية.
وقالت المنظمة إن “التعديل الجديد لا يهدف إلى معالجة الفساد أو حماية الأوقاف، بل يعكس محاولة للهيمنة على ممتلكات المسلمين ومحو هويتهم”، مؤكدة أن “المجتمع المسلم سيواصل مقاومة هذا القانون حتى استعادة كامل حقوقه الدينية”.
وامتدت الاحتجاجات إلى ولايات أخرى مثل البنغال الغربية، وغوجارات، وأوتار براديش، وتيلانجانا، وماهاراشترا، حيث خرج آلاف المسلمين في مظاهرات حاشدة. كما شهدت مومباي وكولكاتا ومدينتا حيدر آباد وجايبور مظاهرات واسعة عقب صلاة الجمعة، رفع خلالها المشاركون لافتات وشعارات منددة بالقانون الجديد، معتبرين إقراره جزءًا من سياسات التمييز الطائفي المتصاعدة منذ تولي حزب بهاراتيا جاناتا السلطة عام 2014، والتي شملت أيضًا التضييق على الشعائر الإسلامية، وهدم المساجد، ومصادرة الأوقاف.