شدّد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي، على الأهمية الكبرى لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مختلف شؤون الحياة العقائدية والأخلاقية والشرعية، مؤكداً أن هذه الفريضة تشمل الجميع من أفراد ومجتمعات، شعوبًا وحكومات.
وأوضح سماحته أن على كل مسلم أن يسعى في هداية غير المسلمين إلى اعتناق دين الإسلام، باعتباره واجبًا شرعيًا، مشيرًا إلى أن الأمر بالمعروف لا يقتصر على التوجيه داخل المجتمع المسلم فحسب، بل يمتد إلى نشر الهداية عالميًا.
وفي تفصيله لمراحل الهداية، بيّن المرجع الشيرازي أن على المؤمنين أيضًا السعي لهداية غير المؤمنين إلى الإيمان، كلٌّ بحسب استطاعته، ثم توجيه المؤمنين أنفسهم، ممن يتركون بعض الواجبات أو يرتكبون المحرّمات عن علم أو جهل، نحو الالتزام بما أمر الله به من خلال التوجيه والنصح والإرشاد.
كما دعا سماحته إلى الوعي الكامل بالمسؤوليات الفردية، حاثًا كل إنسان، من العلماء والكسبة إلى الأزواج والزوجات، والوالدين والأبناء، على معرفة ما أوجبه الله عليهم من واجبات وفروض، من خلال السؤال والبحث والتحقيق.
ولفت إلى أن الحكومات الصالحة تقع عليها مسؤولية إصلاح المجتمعات وتهيئة الوسائل لذلك، كما أن من واجب الشعوب تقوية هذه الحكومات ونصحها عند الانحراف، مؤكدًا أن التفاعل الإيجابي بين الشعوب وحكوماتها شرط ضروري للإصلاح.
ويُعدّ التأكيد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرز مرتكزات خطابات المرجع الشيرازي، لما تحمله هذه الفريضة من أثر بالغ في تقويم سلوك الأفراد والجماعات وتحقيق النجاة في الدنيا والآخرة.
