
كشفت صحيفة إكسبريس تريبيون الباكستانية، استنادًا إلى وثائق رسمية صادرة عن إدارة الهجرة، عن ترحيل أكثر من 11 ألف مهاجر أفغاني من باكستان خلال أسبوع واحد، وذلك في إطار المرحلة الثانية من حملة الترحيل القسري التي تنفذها الحكومة ضد اللاجئين الأفغان.

وأوضحت الصحيفة أن الفترة الممتدة من 12 إلى 19 أبريل الجاري شهدت ترحيل 11,371 شخصًا، بعضهم عاد طوعًا بينما تم ترحيل القسم الآخر قسرًا، حيث عاد 2,242 مهاجرًا طوعًا إلى مركز الترحيل في منطقة لاندي كوتال شمال غرب البلاد، فيما تم اعتقال 1,427 مهاجرًا في مدن باكستانية مختلفة، قبل نقلهم إلى معبر تورخام الحدودي لترحيلهم إلى أفغانستان.
وبيّنت الصحيفة أن معبر تورخام يشكل نقطة العبور الرئيسية لعمليات الترحيل، حيث بلغ عدد المرحلين عبره منذ 17 سبتمبر/أيلول 2023 وحتى مارس/آذار 2025 نحو 469,159 لاجئًا ينتمون إلى 70,494 عائلة.
ورغم الدعوات الدولية لوقف الترحيل القسري، تواصل السلطات الباكستانية تنفيذ هذه الإجراءات، ما أثار ردود فعل واسعة من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة. وفي هذا السياق، قالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لأفغانستان (يوناما)، في بيان صدر اليوم الأربعاء، إن 8,250 لاجئًا تم ترحيلهم خلال اليومين الماضيين وحدهما، معظمهم يحملون الجنسية الأفغانية أو بطاقات ACC الرسمية.
وأضافت البعثة أن اللاجئين المرحّلين نُقلوا جميعًا عبر معبر تورخام، بينما أشارت إلى أن المنظمة الدولية للهجرة قدمت مساعدات لنحو 2,614 عائدًا منذ الخامس من أبريل الجاري.
في المقابل، جددت حركة طالـ،ـبان مطالبتها للحكومة الباكستانية بوقف عمليات الترحيل القسري، داعية إلى منح اللاجئين فرصة العودة الطوعية إلى وطنهم، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق الحدودية.
من جهته، شدد وزير الدفاع الباكستاني في تصريحات سابقة على موقف حكومته، واصفًا من يعارض هذه الإجراءات بأنه “عدو لباكستان”، في تأكيد على استمرار الحملة رغم الانتقادات الدولية.
وتشير التقارير إلى أن الحملة لا تزال مستمرة بوتيرة متسارعة، في وقت تواجه فيه باكستان تحديات أمنية واقتصادية، بينما تحذّر منظمات إنسانية من أن عمليات الترحيل الجماعي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات في أفغانستان التي تعاني أصلًا من أوضاع معيشية متدهورة.