
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الأوضاع الإنسانية في اليمن لا تزال بالغة الخطورة، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على اندلاع الصراع، وذكر المكتب أن أكثر من 19 مليون شخص في البلاد ما زالوا بحاجة ماسة إلى مساعدات حيوية تشمل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والمياه النظيفة.
وأفاد المكتب في تقرير له يوم الاثنين بأن نحو نصف السكان يعانون من جوع حاد، في حين يفتقر عدد كبير منهم إلى المياه الصالحة للشرب، في ظل تدهور مزمن للبنى التحتية والخدمات الأساسية، وشدد “أوتشا” على أن النساء والأطفال يظلون الفئات الأكثر تضرراً من هذه الأزمة الممتدة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وكشف المكتب الأممي عن أن الاستجابة الإنسانية في اليمن تعاني نقصًا حادًّا في التمويل، حيث لم يتم جمع سوى أقل من 7 في المائة من إجمالي التمويل المطلوب، والبالغ 2.5 مليار دولار للعام الجاري، أي ما يعادل 173 مليون دولار فقط حتى الآن.
وشهد اليمن منذ سبتمبر 2014 حربًا من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، وتسببت الحرب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في وفاة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أدت إلى نزوح الآلاف وتدمير واسع للبنية التحتية، ما جعل اليمن يرزح تحت وطأة ما تصفه الأمم المتحدة بـ”أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
ورغم الجهود الأممية المتواصلة، لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتسعى المنظمة الدولية إلى إعادة إحياء المسار السياسي الذي توقف فعليًا منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة في عام 2018.
ووفقًا لأحدث التقديرات، هناك أكثر من 19 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى شكل من أشكال الدعم الإنساني خلال العام الجاري، في حين واجه 17.6 مليون شخص أزمة حادة في الأمن الغذائي خلال عام 2024 وحده، في وقت تبدو فيه الموارد والآمال في التراجع.