المرجعية الشيرازية تواصل جهودها لإعادة بناء قبور أئمة أهل البيت في البقيع الغرقد في الذكرى المئوية لهدمها

في الذكرى المئوية لفاجعة تهديم قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في بقيع الغرقد، وتزامناً مع اليوم العالمي للبقيع الذي دعا إليه المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، تتجدّد المطالبات الشعبية والدينية بإعادة إعمار القبور الطاهرة، في إطار جهود متواصلة بذلتها المرجعية الشيرازية على امتداد عقود من الزمن.

وتشير مصادر تاريخية إلى أن أولى هذه المطالبات تعود إلى ستينيات القرن الماضي، أو حتى قبلها، حيث برزت جهود المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي وشقيقه المفكر الإسلامي الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدّس سرهما) بوصفهما من أوائل الشخصيات الدينية التي سعت لإعادة بناء مراقد الأئمة في البقيع.

ونقل العلامة السيد مرتضى القزويني عن رئيس رابطة العالم الإسلامي آنذاك، محمد بن سرور الصبّان، تأكيده بأن السور القائم حالياً حول مقبرة البقيع تم إنشاؤه نتيجة لمساعي المرجع الفقيد السيد الشيرازي وأخيه الشهيد السيد حسن الشيرازي.
كما كشفت تقارير ووثائق صحفية وتاريخية عن حوارات مطوّلة خاضها الشهيد السيد حسن الشيرازي مع كبار علماء السنة في المملكة العربية السعودية، ساعياً لإقناعهم بجواز بناء القباب على قبور أئمة أهل البيت، بل ورجحان هذا العمل من الناحية الشرعية، حتى لاقت محاولاته قبولاً مبدئياً، لكن عراقيل سياسية حالت دون تحقيق الهدف المنشود.

وتُظهر إحدى الوثائق الصادرة عن رابطة العالم الإسلامي في وقت سابق، سعي السيد الشهيد حسن الشيرازي للقاء ملك السعودية ومناقشة قضية إعادة بناء القبور الطاهرة في البقيع، إذ طالبت الوثيقة بتسهيل مرور قافلته ومرافقيه لهذا الغرض.
ورغم مرور أكثر من قرن على فاجعة الهدم، بقيت الجهود الشيعية تتوزع بين المطالبات الشعبية والحملات الإعلامية والدعوات الحقوقية، إلا أن ناشطين في الشأن الديني دعوا مؤخراً إلى خطوات أكثر فاعلية، أبرزها تدويل القضية وممارسة الضغط الدولي على السلطات السعودية لإعادة إعمار القبور الطاهرة، انطلاقاً من احترام المقدسات الإسلامية وحقوق أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام).