بتعاون العتبتين المقدّستين.. أهالي كربلاء يحيون الذكرى السنوية لهدم قبور أئمة البقيع بمسيرة موحّدة وفعاليات عزائية

شهدت مدينة كربلاء المقدسة خروج جموع غفيرة من أبنائها في مسيرة عزائية موحّدة، لإحياء الذكرى السنوية لفاجعة هدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)، وذلك للعام الثالث على التوالي، بالتعاون والتنسيق مع العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية.

وانطلقت الفعالية، التي نظمها قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية، بمشاركة واسعة من ممثلي المواكب والأطراف والأصناف والهيئات الحسينية من داخل كربلاء وخارجها، حيث بدأت المسيرة من منطقة باب الخان باتجاه باب قبلة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام).
وتخللت الفعالية مراسم رفع راية أئمة البقيع (عليهم السلام) في ساحة باب قبلة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، أعقبتها كلمتان؛ الأولى للعتبتين المقدّستين ألقاها السيد عدنان جلوخان الموسوي، والثانية لأهالي كربلاء ألقاها الشيخ عبد علي الحميري، كفيل عزاء جمهور باب الخان.

وأكد الشيخ الحميري في كلمته أن هذه الفعالية “تمثل تجديدًا سنويًا للعهد مع أئمة البقيع (عليهم السلام)، ومطالبة واضحة بإعادة إعمار قبورهم الشريفة بما يليق بمكانتهم العظيمة في الإسلام”، مشيرًا إلى أن “ما جرى من هدم لتلك القبور يُعد اعتداءً صارخًا على رموز الأمة ومقامات أهل البيت (عليهم السلام) التي ينبغي أن تُصان وتُحترم”.
وأوضح أن موكب العزاء الموحد، الذي ينطلق من أحد أطراف كربلاء في كل عام، يعكس وحدة صوت أبناء المدينة في رفض هذه الجريمة التاريخية، وتجديد المطالبة بإعادة إعمار قبور أئمة البقيع، مؤكداً أن هذه المطالب ستُرفع إلى السفارة السعودية في العراق عبر القنوات الرسمية.

واختتمت الفعالية بالتوجّه صوب مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، مرورًا بصحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)، حيث عُقد مجلس عزاء حسيني استُذكرت فيه مكانة أئمة البقيع ومظلوميتهم، في مشهد اتشح بالحزن وعبّر عن الوفاء العميق لمقاماتهم الطاهرة.