
تشهد اليمن موجة تفشٍّ جديدة وخطيرة لمرض الحصبة، وسط تصاعد في أعداد الإصابات والوفيات في عدد من المحافظات، وفي ظل تدهور مستمر في إمكانات القطاع الصحي الذي أنهكته الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن.
وسُجلت في تعز وحدها نحو 400 إصابة مشبوهة بالحصبة منذ مطلع العام الجاري، من بينها 83 حالة مؤكدة مخبريًا، ووفاتان، وفقاً لبيانات رسمية. وتجاوزت الحالات المشبوهة في المحافظة خلال العام الماضي 1286 إصابة، شملت 8 وفيات.
أما في محافظة مأرب، فأعلن مكتب الصحة تسجيل أكثر من 660 حالة اشتباه بالمرض منذ بداية العام، منها 70 حالة مؤكدة مخبريًا، إلى جانب 10 وفيات جميعها في صفوف الأطفال.
وتقول الممرضة فاطمة ياسين، التي تعمل في أحد المراكز الصحية في تعز، إن هناك إقبالًا متزايدًا على تلقي اللقاحات بعد انتشار المرض، وخاصة من الأسر التي لم تتلقَّ التطعيمات في السابق، مشيرة إلى حملات لتطعيم الأطفال والمخالطين للمصابين في المدينة.
من جهته، يوضح الدكتور محمد عبد العزيز الصبري أن العدد الحقيقي للإصابات يتجاوز بكثير ما هو مسجل رسميًا، بسبب عدم وصول كثير من الحالات إلى المستشفيات، إما بسبب العجز الاقتصادي أو انعدام الخدمات الطبية في بعض المناطق الريفية، أو ضعف الوعي بخطورة المرض.
ويحذر الصبري من أن مرض الحصبة لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا في اليمن رغم القضاء عليه في كثير من دول العالم، مؤكدًا أن اللقاح هو الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية منه، خاصة في ظل سرعة انتشاره وسهولة العدوى.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق تسجيل 280 وفاة بمرض الحصبة في اليمن العام الماضي، إلى جانب 33 ألف حالة اشتباه، في حين أفادت دراسة حديثة بأن البلاد سجلت أكثر من 41 ألف إصابة مشبوهة بالحصبة بين يناير 2020 وأغسطس 2024، بينها 424 وفاة.
وتشير المنظمة إلى أن الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى الأطفال، ما يستدعي تكثيف الجهود لاحتوائه وتعزيز حملات التطعيم في مختلف المحافظات اليمنية.