أخبارأفريقيا

نداء إنساني عاجل لإنقاذ مدينة الفاشر وسط انهيار كامل في الوضع الإنساني في السودان

أطلقت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان نداءً إنسانيًا عاجلًا، حذّرت فيه من التدهور الكارثي غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط استمرار القتال وانعدام تام للمساعدات الإنسانية.
وأكدت المنسقية، في بيان، أن الحياة اليومية في الفاشر والمخيمات المحيطة بها قد “توقفت تمامًا”، بينما يواجه السكان خطر “الموت البطيء” تحت وقع القصف المدفعي وأصوات الطائرات والصواريخ، وانعدام الغذاء والماء، وتفشي الجوع والمرض.
وقال المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، إن الأسواق خلت من السلع الأساسية، وتوقفت المساعدات كليًا، في وقت تشهد فيه المنطقة أزمة سيولة حادة وارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، حيث بلغ سعر جركانة الماء الواحدة 1500 جنيه سوداني، وفق شهادات من داخل المخيمات.
وأشار رجال إلى أن معظم السكان، وبينهم أطفال ومسنون وذوو إعاقة، عاجزون عن مغادرة مناطقهم بسبب غياب وسائل النقل، مما يفاقم هشاشة أوضاعهم في ظل التصعيد العسكري المستمر.
ودعت المنسقية أطراف النزاع في الفاشر إلى وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، محمّلة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها، والاتحادين الأوروبي والأفريقي، ودول الترويكا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والبرلمانات في الدول الحرة، مسؤولية التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح.
وأكدت أن “ما يجري في الفاشر ودارفور يفوق كل الأزمات السابقة من حيث حجم المعاناة والانتهاكات”، محذّرة من أن المدينة باتت على شفا “الانهيار التام”، في ظل تجاهل دولي متزايد لمعاناة المدنيين.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا داميًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 14 مليون شخص، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
ورغم الوساطات الإقليمية والدولية، بما في ذلك جهود الاتحاد الإفريقي ومنظمة “إيغاد”، لم تفلح أي من الهدن المعلنة في وقف العنف أو ضمان دخول المساعدات، بينما تتصاعد التحذيرات من أزمة إنسانية قد تكون الأسوأ في تاريخ البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى