أخبارالعالم الاسلاميالعتبات والمزارات المقدسة

في ذكرى هدم قبور البقيع.. موقع عالمي يستعرض مأساة طمس المعالم الإسلامية في المدينة المنورة

نشر موقع “ديزلنغ داون” (dazzlingdawn) مقالًا حول جنة بقيع الغرقد بمناسبة الذكرى السنوية لهدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام، والتي وقعت في 8 شوال عام 1345هـ (21 أبريل 1925م)، واعتُبرت واحدة من أكثر المآسي المؤلمة في التاريخ الإسلامي.
وذكر الموقع أن مقبرة البقيع في المدينة المنورة، التي تُعد مهوى أفئدة المسلمين، تضم قبور شخصيات عظيمة من أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله، بينهم الأئمة: الحسن بن علي (عليهما السلام)، وعلي بن الحسين (عليهما السلام)، محمد الباقر (عليه السلام)، وجعفر الصادق (عليه السلام)، بالإضافة إلى عدد كبير من الصحابة وأمهات المؤمنين.
وأشار المقال إلى أن الهدم لم يقتصر على البقيع فحسب، بل شمل في العام ذاته قبور شخصيات بارزة من عائلة النبي (صلى الله عليه وآله) في مقبرة المعلا بمكة، ومنها قبر والدته آمنة بنت وهب وزوجته خديجة الكبرى وجده عبد المطلب (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين).
ونقل الموقع عن مؤرخين وعلماء أن هذا الهدم لم يكن مجرد إجراء عقائدي، بل يدخل ضمن محاولة منظمة لطمس المعالم الإسلامية وقطع صلة المسلمين بإرثهم الروحي والتاريخي، بل واعتبره بعضهم جزءاً من مؤامرة مدعومة من قوى عالمية تهدف لإضعاف الوحدة الإسلامية.
وأوضح المقال أن هذه السياسات ما زالت مستمرة بأشكال مختلفة، من خلال ممارسات جماعات متطرفة كد1عش، التي دمرت قبور أنبياء وصحابة في العراق وسوريا، وأقدمت حتى على استهداف مرقد السيدة زينب (عليه السلام) حفيدة النبي (صلى الله عليه وآله).
وسلط المقال الضوء على تاريخ البقيع، الذي يعود إلى زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث دُفن فيه الصحابي عثمان بن مظعون كأول من وُري فيه الثرى، ثم توالى دفن كبار الصحابة وأهل البيت (عليهم السلام). وذكر أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان كثير التردد على البقيع، يدعو بالرحمة للموتى فيه ويصفه بأنه “دار قوم مؤمنين”.
كما استعان الموقع بروايات مؤرخين كابن جبير وابن بطوطة، الذين زاروا البقيع قبل الهدم، ووثقوا وجود قباب ومشاهد مزيّنة على قبور أهل البيت والصحابة، ما يعكس احترام المسلمين الكبير لتلك القبور حتى وقوع الهدم في القرن العشرين.
واختتم المقال بالدعوة إلى الحفاظ على المعالم الإسلامية، وإحياء الذاكرة الجمعية تجاه ما جرى في البقيع، تأكيدًا على أهمية الروابط التاريخية والروحية في وجدان الأمة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى