أخبارالإعلام الشيعيلبنان

استقالة إعلامية لبنانية بعد منعها من الظهور بالحجاب تثير جدلاً واسعاً حول الحريات في الإعلام الرسمي

أثارت استقالة الإعلامية زينب ياسين من تلفزيون لبنان جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والشعبية، بعد إعلانها أنها مُنعت من الظهور على الشاشة بسبب ارتدائها للحجاب، في خطوة سلّطت الضوء مجدداً على قضايا الحريات الشخصية داخل المؤسسات الإعلامية الرسمية في البلاد.
وأوضحت ياسين، التي عملت في القناة مؤخراً كمراسلة ميدانية وغطّت أحداث الحرب الأخيرة على لبنان، أن قرار الاستقالة جاء بعد ما وصفته بـ”الإقصاء الوظيفي القائم على المظهر”، متهمة المؤسسة بـ”الوطنية المجتزأة” التي لا تشمل جميع موظفيها، وبتطبيق معايير مزدوجة تمس بحرية المعتقد.
وقالت في بيان وجهته إلى وزير الإعلام بول مرقص إن “تلفزيون لبنان لم يكن وطنياً لجميع موظفيه، بل فقط لأولئك الذين لا يرتدون الحجاب”، متسائلة عن معايير الحياد المعتمدة في مؤسسة يُفترض بها أن تعبّر عن التنوع اللبناني.
القرار أثار موجة من ردود الفعل المتباينة، حيث عبّر ناشطون وحقوقيون عن تضامنهم مع ياسين، معتبرين ما تعرّضت له شكلاً من أشكال التمييز القائم على أساس ديني، بينما دافع آخرون عن “قواعد الحياد البصري” التي تعتمدها بعض المؤسسات الإعلامية الرسمية.
وفي السياق نفسه، استنكرت منظمات إسلامية منع الإعلامية من الظهور بالحجاب، واعتبرت القرار انتهاكاً واضحاً للدستور اللبناني ومبادئ حقوق الإنسان، مؤكدة أن الحجاب “واجب شرعي إسلامي لا يجوز أن يكون سبباً للإقصاء”، داعية زينب ياسين إلى التراجع عن استقالتها، وإدارة التلفزيون إلى سحب قرارها، تحت طائلة الملاحقة القضائية و”رفع الصوت في مراكز القرار”، وفي مقدمتها مجلس النواب.
وتأتي هذه القضية في وقت يشهد فيه لبنان سجالاً مستمراً حول الحريات الفردية ودور الإعلام الرسمي في تمثيل التنوع الديني والاجتماعي داخل البلاد، وسط دعوات متزايدة لفصل الحريات الشخصية عن السياسات التحريرية في المؤسسات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى