
كشفت حركة طالبـ،ـان عن تخصيص المليارات سنويًا لرعاية أسر عناصرها الانتحاريين، في خطوة أثارت انتقادات واسعة ومخاوف من تعزيز ثقافة العنف وتوسيع دائرة تجنيد الانتحاريين داخل وخارج أفغانستان.
وقال المتحدث باسم طالبـ،ـان، ذبيح الله مجاهد، في مقابلة مع التلفزيون الأفغاني، إن جماعته تولي “أهمية خاصة” لعوائل منفذي الهجمات الانتحارية، مشيرًا إلى أنهم أصبحوا تحت “الرعاية الرسمية” للحركة، بتوجيه مباشر من زعيمها هبة الله أخوند زاده.
وصرّح مجاهد أن طالبـ،ـان توزع سنويًا 12 مليار أفغاني، ما يعادل ميزانية وزارتين أو ثلاث، على أسر الانتحاريين، إلا أنه عاد لاحقًا وسحب تصريحه بعد أن أثار ضجة إعلامية، موضحًا أن هذه الأموال تُوزّع على فئات تشمل “اليتامى والأرامل والمعاقين” عمومًا، دون حصرها بعوائل الانتحاريين.
وبحسب مجاهد، يبلغ عدد المستفيدين من هذه المساعدات 653 ألفًا و256 شخصًا، بينهم:
167,645 من أسر العناصر الانتحارية الذين يتقاضون رواتب شهرية من وزارة “الشهداء والمعاقين”، وزعم أن 122,299 من أسر عناصر الجيش والشرطة السابقين في الحكومة الأفغانية التي أطاحت بها طالبـ،ـان، فضلا عن 363,321 من “اليتامى والأرامل والمعاقين الطبيعيين والعامين” ممن يحصلون على رواتب سنوية.
ورغم محاولة طالبـ،ـان التخفيف من وقع تصريحاتها، شكك كثير من الأفغان في حقيقة توزيع هذه الأموال، مرجحين أن تكون الغالبية من المستفيدين هم من ذوي عناصر الحركة القتلى، خصوصًا الانتحاريين، لكنهم يُدرجون تحت تسميات عامة كـ”اليتامى والمعاقين”.
يُذكر أن سراج الدين حقاني، وزير داخلية طالبـ،ـان بالإنابة وزعيم “شبكة حقاني”، كان قد أعلن عام 2021 أن 1050 من عناصر شبكته نفذوا عمليات انتحارية خلال العقدين الماضيين، مضيفًا أن كل أسرة انتحاري تحصل على قطعة أرض وأموال نقدية، دون توضيح حجم هذه المساعدات.
وقد نفذت طالبـ،ـان على مدى عشرين عامًا، عشرات الهجمات الانتحارية الدامية التي طالت أهدافًا عسكرية ومدنية على حد سواء، من مدارس ومستشفيات إلى جامعات وحافلات وصالات أفراح، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ويرى مراقبون أن استمرار طالبـ،ـان في تمجيد الهجمات الانتحارية وتقديم المخصصات لعوائل منفذيها، يؤكد على بقاء “الوحدة الانتحارية” كجزء فاعل من جيش الحركة، ويحذرون من احتمالات “تصدير الانتحاريين” من أفغانستان إلى دول أخرى في حال استمرار هذا النهج.