
لا تلوح في الأفق أي بوادر لنهاية قريبة للحرب في السودان، حيث تتواصل المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط تصعيد عسكري يزيد من معاناة المدنيين. ومع غياب الحلول السياسية، يواجه نحو نصف السكان أزمة جوع حادة، بينما تتواصل عمليات النزوح الجماعي.
وشهد إقليم دارفور تصعيدًا جديدًا، حيث لقي 9 مدنيين مصرعهم وأصيب 17 آخرون في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بينما سقطت طفلة قتيلة وأصيب 8 آخرون في قصف مماثل على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان. وفي المقابل، أفادت تقارير حقوقية بأن الجيش نفذ غارات جوية على مخيم شنقل طوباي للنازحين جنوب غربي الفاشر، ما أسفر عن تدمير عدد من المنازل وإصابة 5 نازحين بجروح خطيرة.
وفي ظل استمرار النزاع، تبادل الطرفان التصريحات التصعيدية، متوعدين بمواصلة القتال حتى القضاء على الطرف الآخر، ما يعكس تعقيد المشهد الميداني ويعزز احتمالات استمرار الحرب.
يُذكر أن النزاع الحالي اندلع بسبب الصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، متسببًا في نزوح أكثر من 12 مليون شخص وتدمير مناطق واسعة من البلاد، بينما يعاني نحو 25 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي، في أزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط صعوبة تقدير العدد الحقيقي للضحايا.