
يستقبل اللبنانيون عيد الفطر هذا العام في ظل أوضاع معقدة تطغى عليها التوترات الأمنية والأزمات الاقتصادية، حيث يخيم الحزن على العديد من المناطق، لا سيما في الجنوب والبقاع، نتيجة استمرار الخروقات الإسرائـ،ـيلية، بينما تواجه العائلات النازحة تحديات كبيرة وسط غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
في الجنوب اللبناني، تبدو أجواء العيد باهتة، حيث يعيش الأهالي تحت وطأة القلق المستمر بسبب الاعتداءات الإسرائـ،ـيلية التي حرمتهم من قراهم وحدّت من قدرتهم على الاحتفال بالمناسبة. فيما اضطر النازحون إلى البقاء بعيدًا عن ديارهم، ليحلّ العيد عليهم وهم مشتتون في مناطق مختلفة، حيث يعجز كثيرون عن تأمين متطلبات العيد وسط تراجع الأوضاع الاقتصادية.
أما في البقاع وبعلبك-الهرمل، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة ألقت بظلالها على العائلات، إذ يجد كثير من الأهالي صعوبة في شراء مستلزمات العيد بسبب الغلاء، بينما تتحول مظاهر الفرح إلى محاولات متواضعة لإسعاد الأطفال رغم قسوة الظروف.
وفي طرابلس ومدن الشمال، يشكو المواطنون من ارتفاع الأسعار وعدم قدرة العديد من العائلات على توفير ملابس العيد أو إعداد الحلويات كما جرت العادة، في ظل تراجع القدرة الشرائية، بينما تحاول بعض العائلات تجاوز هذه الأزمات للحفاظ على أجواء العيد لأطفالها.
ورغم هذه التحديات، يصرّ العديد من اللبنانيين على التمسك بتقاليد العيد، سواء عبر تحضير الحلويات أو تبادل الزيارات، فيما يكتفي البعض الآخر بزيارة المقابر ووضع الزهور على أضرحة من فقدوهم خلال الأشهر الماضية، مما يعكس واقعًا يتأرجح بين الفرح الحذر والألم المستمر.