
تعد الحوليات التي كتبها المؤرخ الروماني بوبليوس كورنيليوس تاسيتوس من أقدم الوثائق غير المسيحية التي تؤكد وجود يسوع المسيح وواقعة صلبه، في كتابه الخامس عشر، الذي كُتب بعد حوالي 91 عامًا من الحادثة، أشار تاسيتوس إلى حريق روما الكبير عام 64 ميلادية، الذي شكل بداية أول اضطهاد منظم ضد المسيحيين في عهد الإمبراطور نيرون.

وصف تاسيتوس في المخطوطة المسيح بأنه “الشخص الذي تم صلبه في عهد بيلاطس البنطي أثناء حكم الإمبراطور تيبريوس”، ما يجعلها شهادة تاريخية ذات أهمية كبرى، إذ تتوافق مع ما ورد في العهد الجديد، كما تسلط الوثيقة الضوء على اضطهاد المسيحيين الأوائل، حيث استغل نيرون الغضب الشعبي بعد الحريق لإلقاء اللوم عليهم، مما أدى إلى حملة قمع وحشية شملت التعذيب، والصلب، والحرق العلني في حدائق الإمبراطور.

وكانت المسيحية آنذاك تُعتبر تهديدًا للنظام الروماني، بسبب عقيدتها التوحيدية ورفضها عبادة الأباطرة، ومع ذلك، وعلى الرغم من الاضطهاد، استمرت الديانة في الانتشار، حتى أصبحت لاحقًا إحدى الديانات الكبرى في العالم، وتعد مخطوطات تاسيتوس مصدرًا مهمًا لفهم تلك الحقبة، حيث تميز بأسلوبه النقدي ودقته في توثيق الأحداث التاريخية.
