
ارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب ميانمار وتايلاند أمس الجمعة إلى 700 قتيل، فيما أصيب 1670 شخصاً بجروح متفاوتة، وفقاً لآخر الإحصاءات الصادرة عن المجلس العسكري الحاكم في ميانمار اليوم السبت. وفي بانكوك، قامت السلطات بتحديث حصيلة الضحايا إلى ستة قتلى، بالإضافة إلى 22 مصاباً و101 مفقود.

وقع الزلزال الذي بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر في شمال غرب مدينة ساغاينغ وسط ميانمار بعد ظهر الجمعة، على عمق 10 كيلومترات، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وتبعته هزة ارتدادية بقوة 6.4 درجة ضربت المنطقة ذاتها بعد دقائق، ما أدى إلى انهيار أبنية وجسور وطرق.
وفي تايلاند، انهارت ناطحة سحاب قيد الإنشاء مكونة من 30 طابقاً في بانكوك، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عمال وإصابة العشرات، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
وأكد رئيس المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، مين أونغ هلاينغ، في كلمة متلفزة، أن الزلزال تسبب في انهيار عدة مبانٍ، داعياً الدول والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات لمواجهة تداعيات الكارثة. وأضاف أن حكومته فتحت المجال أمام المساعدات الخارجية لتسريع عمليات الإغاثة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية إطلاق نظام إدارة الطوارئ بعد الزلزال، كما قامت بتفعيل مركزها اللوجستي في دبي لإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى المناطق المنكوبة.
وتحولت مستشفيات ميانمار إلى مناطق لاستقبال أعداد كبيرة من المصابين، حيث امتلأت المستشفيات الرئيسية في العاصمة نايبيداو بالمصابين، فيما انتشرت طوابير طويلة خارج أقسام الطوارئ. وأظهرت مشاهد مصورة تصدع الطرق وانهيار أسقف العديد من المباني بسبب قوة الزلزال.
وأفاد شهود عيان أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم إثر انهيار جزئي لمسجد أثناء الصلاة في منطقة باجو.
وامتد تأثير الزلزال إلى الصين، حيث شعر سكان مقاطعة يونان في الجنوب الغربي بالهزة الأرضية. وأعلن مركز شبكات الزلازل الصيني أن قوة الزلزال بلغت 7.9 درجة، ما أثار مخاوف من امتداد الأضرار إلى مناطق أخرى.
تقع ميانمار على خط زلزالي نشط، وشهدت تاريخياً العديد من الزلازل المدمرة. بين عامي 1930 و1956، تعرضت البلاد لستة زلازل تجاوزت شدتها 7 درجات. وفي عام 2016، أدى زلزال بقوة 6.8 درجة إلى مقتل ثلاثة أشخاص وانهيار أبراج وجدران معابد أثرية في مدينة باغان السياحية.
ووفقاً لتحليل أعدته الحكومة الأميركية استناداً إلى بيانات قوة الزلزال وعمقه، فإن هناك احتمالاً بسقوط آلاف القتلى وحدوث أضرار اقتصادية واسعة النطاق. وحذر التحليل من أن العديد من المباني في المنطقة غير مصممة لتحمل مثل هذه الهزات العنيفة، ما يزيد من مخاطر الكارثة.
ولا تزال جهود البحث والإنقاذ مستمرة في ميانمار وتايلاند، في ظل تواصل الهزات الارتدادية والمخاوف من مزيد من الانهيارات.