
تتفاوت أجواء شهر رمضان في روسيا من منطقة إلى أخرى، حيث يتأثر ذلك بعدد المسلمين الذين يعيشون في كل منطقة. ففي العديد من المدن الروسية، وخاصة في الشمال، غابت المظاهر الرمضانية بشكل ملحوظ، بينما تكون هذه المظاهر أكثر حضورًا في جمهوريات شمال القوقاز، حيث تنظم بعض الفعاليات وتنتشر الزينة على أبواب مطاعم الحلال.
ففي العاصمة موسكو، التي يقدر عدد المسلمين فيها بحوالي مليوني نسمة، يشهد شهر رمضان بعض الفعاليات البارزة، مثل “الخيمة الرمضانية”، التي تعد من أهم المشاريع الثقافية والإسلامية، وتقام سنويًا في حرم المسجد التذكاري في تل “بوكلونايا غورا” منذ عام 2006. وتستقبل الخيمة الرمضانية خلال الشهر الكريم عشرات الآلاف من الزوار الذين يتناولون وجبات الإفطار المجانية، كما يشارك فيها عدد من الوفود من دول عربية وإسلامية.
وفي جمهورية قرتشاي-شركيسيا جنوب روسيا، حيث يعيش العديد من الشعوب المتنوعة، مثل القرتشاي والشركس، يتم تنظيم موائد إفطار جماعية ضمن مشروع الخيمة الرمضانية. ويؤكد أوليغ جاغوبيروف، الطالب المتحدر من هذه الجمهورية، أن هذه الموائد تُمول من قبل جماعات عرقية مختلفة، مما يعكس روح التعاون والتعايش بين المجموعات المختلفة.
وتسعى روسيا، التي يعتبر الإسلام فيها ثاني أكثر ديانة انتشارًا بعد المسيحية الأرثوذكسية، إلى تعزيز علاقاتها مع العالم الإسلامي، حيث تصنف دول الحضارة الإسلامية كدول صديقة، مما يفتح آفاقًا جديدة في السياسة الخارجية الروسية.