
واجه الإيزيديون موجات قاسية من الإبادة الثقافية والانتهاكات الإنسانية على يد تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، الذي سعى إلى القضاء على وجودهم عبر تدمير هويتهم الدينية والثقافية. لم تكن الهجمات التي طالت مزاراتهم ومعابدهم مجرد أعمال تخريب، بل كانت جزءًا من استراتيجية منظمة تهدف إلى محو تراثهم وإلغاء وجودهم من المشهد التاريخي.
امتدت الجرائم إلى ما هو أبعد من استهداف الأماكن المقدسة، إذ شملت القتل الجماعي، واستعباد النساء والفتيات، وتهجير آلاف الإيزيديين من ديارهم قسرًا. وصفت المنظمات الدولية هذه الانتهاكات بأنها “إبادة جماعية وثقافية”، حيث لم يقتصر الإرهاب على القتل الجسدي، بل تجاوز ذلك إلى محو الذاكرة الجماعية لمجتمع بأكمله.
وشملت مظاهر الإبادة الثقافية التي تعرض لها الإيزيديون تدمير أماكن عبادتهم، والاستيلاء على تراثهم الثقافي، وفرض أنماط ثقافية مخالفة لمعتقداتهم، بالإضافة إلى تشويه تاريخهم ومحاولة إنكار وجودهم. كما تعرضت لغتهم إلى التهميش في محاولة لطمس أحد أهم عناصر هويتهم.
ورغم حجم الدمار، يواصل الإيزيديون إعادة بناء تراثهم والحفاظ على هويتهم، إذ برزت جهود مجتمعية ودولية لإعادة إعمار المزارات الدينية، وتوثيق التراث الشفهي، وتعزيز الوعي العالمي بما تعرضوا له من إبادة ثقافية.
إن ما حدث للإيزيديين لا يمثل مجرد جريمة عابرة، بل هو نموذج صارخ للإبادة الثقافية التي تهدد شعوبًا بأكملها. ومن هنا، تصبح حماية التنوع الثقافي ضرورة ملحّة لضمان مستقبل يحترم حقوق جميع المكونات في الحفاظ على هويتها وتراثها.