ذوبان الأنهار الجليدية: تهديد متزايد للمناخ العالمي وارتفاع مستوى البحار بسبب الاحتباس الحراري

في ظل الاحتباس الحراري، يعبر العلماء عن قلقهم من تأثير ذوبان الأنهار الجليدية على مناخ كوكب الأرض. ففي العامين الماضيين، سلط مستوى الذوبان في جزيرة “هورس شو” الضوء على أهمية الأنهار الجليدية، حيث تُعد من أهم مصادر المياه العذبة التي تؤثر بشكل مباشر على النظام المناخي.
في عام 2022، أعلنت الأمم المتحدة يوم 21 مارس يومًا عالميًا للأنهار الجليدية، مع تخصيص عام 2025 ليكون “العام الدولي لحماية الأنهار الجليدية”، بهدف تعزيز الوعي حول دور الأنهار الجليدية في الحفاظ على التوازن البيئي والمائي.
الأبحاث تؤكد أن الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية تشكل نحو 70% من موارد المياه العذبة في العالم. وفي حال ذوبان كل الجليد في المنطقة، يمكن أن يرتفع مستوى البحار والمحيطات بمقدار 70 مترًا، مما يهدد المدن الساحلية حول العالم.
البروفيسورة التركية بورجو أوزصوي، منسقة البعثة التركية إلى القطب الجنوبي، حذرت من أن ذوبان الأنهار الجليدية لا يقتصر على ارتفاع مستوى البحار فحسب، بل يساهم أيضًا في تفاقم تغيّر المناخ من خلال إطلاق كميات متزايدة من بخار الماء والغازات الدفيئة.
علاوة على ذلك، تواصل تركيا مراقبة هذه الظاهرة عبر الأقمار الصناعية والطائرات المُسيّرة، مع تتبع التغيرات في الجليد والثلوج في المناطق القطبية. الدراسات أظهرت أن التغيرات التي تحدث في الجليد تؤدي إلى خسائر كبيرة في المساحة الجليدية، وهو ما يضاعف من تأثير التغيرات المناخية على الأرض.