
تصاعدت موجة الخطاب المعادي للإسلام في فرنسا لتأخذ طابعًا “تراجيديًا كوميديًا”، بعدما زعمت نائبة رئيس منظمة أسواق فرنسا، ماريا دا سيلفا، أن المسلمين تسببوا في أزمة نقص البيض بسبب استهلاكهم الكبير له خلال شهر رمضان لإعداد الحلويات.
وأثارت هذه التصريحات، التي أدلت بها خلال مقابلة على قناة BFMTV، استغرابًا واسعًا، حيث تساءل كثيرون عن الدوافع وراء ترويج مثل هذه المزاعم غير المنطقية، والتي تستهدف المسلمين بشكل مباشر، رغم أنهم لا يشكلون أكثر من 10% من سكان فرنسا.
وتم تداول مقطع تصريحات المسؤولة الفرنسية على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حصد ملايين المشاهدات وأثار موجة من الانتقادات، خلص أغلبها إلى أن النخب المهيمنة في فرنسا، لا سيما في السياسة والإعلام، تعاني من “هوس مرضي” بالإسلام والمسلمين.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها ربط الأزمات الاقتصادية بشهر رمضان والمسلمين، ففي عام 2022، زعم ميشيل إدوارد لوكليرك، مالك متاجر “لوكليرك”، أن استهلاك الزيت ارتفع بسبب قلي الأغنام خلال رمضان، وهو ادعاء واجه انتقادات واسعة أجبرته لاحقًا على الاعتذار.
وتأتي هذه التصريحات في سياق أوسع من الممارسات الإسلاموفوبية المتزايدة في فرنسا، حيث استهدفت قناة “سي نيوز”، المعروفة بخطابها المعادي للإسلام، اللاعب الفرنسي الجزائري حيماد عبدلي، بعد أن ادعى مقدم البرامج باسكال برو أنه تظاهر بالإصابة خلال مباراة فريقه أنجيه أمام موناكو، فقط ليتمكن هو وزملاؤه المسلمون من الإفطار.
وردّ عبدلي على هذه الاتهامات عبر حسابه على “إنستغرام”، مؤكدًا تعرضه لإصابة حقيقية في فخذه، منعته لاحقًا من الانضمام إلى منتخب الجزائر. كما أصدر نادي أنجيه بيانًا رسميًا استنكر فيه “الاتهامات غير الصحيحة التي تلمح إلى أن الإصابة كانت مفتعلة”، مؤكدًا تضامنه مع اللاعب ضد هذه الادعاءات المغرضة.
وتشهد فرنسا تصاعدًا في الإجراءات التي تستهدف المسلمين، من حظر ارتداء الحجاب للاعبات كرة القدم إلى رفض منح اللاعبين المسلمين فرصة لكسر صيامهم أثناء المباريات، مما يعكس تصاعدًا مقلقًا في النهج المعادي للإسلام في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية.