أفغانستان: تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب أزمة علاج الأطفال حديثي الولادة في غرب البلاد

يحذر أطباء في مستشفى هرات الإقليمي من تدهور أوضاع الرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة في المنطقة الغربية في أفغانستان، وسط نقص حاد في الإمكانيات الطبية، ما أدى إلى وفاة عدد من المواليد يوميًا.
وبحسب مصادر طبية، فإن المستشفى يستقبل عشرات الأطفال في “حالة حرجة” يوميًا، لكن بعضهم يفقدون حياتهم نتيجة قلة الموارد ونقص الأسرّة المتاحة للعلاج. كما تسببت أزمة التمويل، بعد خفض المساعدات الخارجية، في إغلاق عشرات المراكز الصحية الدائمة والمتنقلة، مما زاد من الضغط على المنشآت الطبية القليلة المتبقية.
وقال أحد الأطباء في مستشفى هرات: “في السابق، كانت العيادات المتنقلة تقدم خدمات حيوية للأمهات والمواليد الجدد، لكن اليوم، لم يتبقَ سوى هذا المستشفى بسعة 20 سريرًا، وهو غير قادر على استيعاب جميع الحالات الحرجة، مما يؤدي إلى وفاة بعض الأطفال بسبب نقص الرعاية اللازمة.”
وأعربت العديد من النساء في المناطق الغربية عن معاناتهن بعد إغلاق المراكز الطبية، حيث أكدت شاه جول، التي فقدت ابنتها أثناء نقلها إلى المدينة للعلاج: “لم يبقَ لطفلها سوى والد وحيد، وبعد وفاتها تدهورت حالتي أيضًا.” كما قالت أكليما، والدة طفل آخر: “أطفالنا يعانون من السعال والألم، ولا نملك المال لعلاجهم، والأدوية المتاحة لا تؤثر في حالتهم.”
وفي ظل هذه الأوضاع، حذر الطبيب والمحامي أحمد غورياني من كارثة وشيكة إذا لم تُستأنف الخدمات الطبية في المحافظات والقرى، مشيرًا إلى أن تقارير الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية تؤكد أن نحو 2.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، إلى جانب 840 ألف امرأة حامل في وضع صحي خطير.
ويذكر أن المنطقة الغربية تضم نحو أربعين مديرية ومئات القرى، حيث يفتقر العديد من السكان إلى أبسط الخدمات الطبية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.