احتشد الآلاف من المؤمنين في العاصمة الباكستانية إسلام آباد لإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام) في موكب عزائي مهيب، تجسيدًا للحزن العميق الذي يملأ القلوب في هذه المناسبة الجليلة. وقد انطلقت الفعاليات من مسجد زينبية بعد صلاة الجمعة، حيث سار المشيعون في أجواء مهيبة، يرفعون الرايات السوداء ويرددون المراثي التي تستذكر فضائل الإمام وشجاعته وتضحياته في سبيل الإسلام.
وأكد المشاركون أن الإمام علي (عليه السلام) سيظل رمزًا خالدًا للعدل والتقوى، وأن مبادئه في نصرة المستضعفين ومواجهة الظلم لا تزال تنير درب الأحرار في كل زمان ومكان. وقد ألقى عدد من العلماء والخطباء كلماتٍ بيّنوا فيها أثر الإمام في مسيرة الإسلام، معتبرين أن ذكرى استشهاده ليست مجرد محطة تاريخية، بل درسٌ يتجدد في الصبر والثبات على المبادئ.
وفي كلمة مؤثرة، قال جاويد سيد، مسؤول في أنجمن ذو الفقار حيدري، إن الإمام علي (عليه السلام) قدم للأمة نموذجًا فريدًا في الحكم القائم على العدل، مشددًا على ضرورة استلهام نهجه في مواجهة التحديات الراهنة. فيما عبّر عمار حسيني، أحد المشاركين في الموكب، عن مشاعره قائلًا: “استشهاد الإمام علي مأساة كبرى للعالم الإسلامي بأسره، لكن كلماته الأخيرة وهو يعلن فوزه برب الكعبة تذكرنا بأن النصر الحقيقي يكمن في الشهادة من أجل الحق”.
وفي سياق متصل، أشار السيد عابد نقوي، أحد العلماء الحاضرين، إلى أن الإمام علي (عليه السلام) نال ألقابًا لا تُحصى، كـ “أسد الله” و”كافل الأيتام” و”فاتح خيبر”، وكلها تشكل منارات نهتدي بها اليوم في سعينا نحو تحقيق العدالة وإقامة القيم الإسلامية.
وشهدت الفعالية حضورًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع، حيث شارك الشبان والكهول والنساء في المسيرة، مؤكدين على تجذر حب أمير المؤمنين (عليه السلام) في قلوب أتباعه. وبالتوازي مع الموكب، أقيمت مجالس عزائية ومحاضرات دينية تناولت سيرة الإمام ونهجه، إضافة إلى توزيع وجبات الطعام تبركًا بذكراه العطرة.
وتعد هذه المراسم جزءًا من إحياء عالمي واسع لذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام)، حيث تتكرر المشاهد ذاتها في مختلف المدن والبلدان، ويجتمع الملايين من أتباعه ليؤكدوا أن مبادئه ستظل حيّة في ضمائر المؤمنين، تلهم الأجيال وتدفعهم للسير على نهجه في نصرة الحق ومواجهة الظلم.
