أخبارالهيئات و الشعائر الحسينية

مواكب الأحزان ترسم مشاهد في النجف الأشرف وتشييع رمزي إحياءً لذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام)

النجف الأشرف – وسط أجواء من الحزن العميق والولاء الخالص، شهدت العتبة العلوية المقدسة تدفق مواكب العزاء القادمة من مختلف المحافظات، لإحياء ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام). وامتدت مسيرات المعزين في محيط الصحن الحيدري الشريف، مجسدة أسمى صور الحزن والوفاء للإمام المرتضى (عليه السلام).


وترددت أصوات اللطم والمراثي بين أروقة المرقد الطاهر، حيث علت أصوات العزاء مرددةً كلمات الفاجعة التي أصابت الأمة الإسلامية بفقد قائدها العادل، مستذكرة تلك الليلة الأليمة التي خرّ فيها الإمام صريعًا بسيف الغدر وهو قائمٌ بين يدي ربه في محراب مسجد الكوفة.


المواكب الحسينية التي توافدت من مختلف المدن العراقية، رفعت الرايات السوداء والعبارات المعبرة عن الحزن والمصاب، فيما شارك المعزون في مجالس العزاء التي أقيمت داخل الحرم العلوي وخارجه، حيث ارتقى خطباء المنبر الحسيني لاستذكار سيرة الإمام وشهادته، وسط أجواء مشحونة بالأسى والتفاعل الروحي.


وفي لحظة الأذان، حين صدح صوت المؤذن بالشهادة الثالثة “أشهد أن عليًا ولي الله”، اهتزت الأرجاء بصدى النحيب، وانهمرت دموع المحبين الذين استعادوا ذكرى نداء السماء: “تهدمت والله أركان الهدى”، مؤكدين استمرارهم في السير على نهج الإمام علي (عليه السلام) والتمسك بوصاياه الخالدة.


كما شهدت أجواء العزاء تشييعًا رمزيًا للنعش الطاهر لأمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث حمله المؤمنون وسط هتافات الوداع والنحيب، مستذكرين لحظات دفن الإمام سرًا في جوف الليل بأمر من ولديه الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، لتظل تربته مجهولة ردحًا من الزمن. وجسد المشيعون هذا الحدث الجلل بقلوب مفجوعة، معبرين عن حزنهم العميق بالفقد الذي لا تزال الأمة الإسلامية تعيش آثاره حتى اليوم.


واختُتمت المراسم بالدعاء لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ليأخذ بثأر جده، وإقامة مواكب الطعام إحياءً لذكرى استشهاد أمير المؤمنين، في مشهد يعكس عمق الارتباط العقائدي والوجداني بالنهج العلوي الأصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى