إحياء ليلة القدر الأولى في مشهد المقدسة بحضرة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)

في الليلة الأولى من ليالي القدر المباركة، شهدت مشهد المقدسة إحياءً مهيباً لليلة العظيمة، حيث توافدت أعداد كبيرة من زوار الإمام علي بن موسى الرضا (عليه آلاف التحية والثناء) من مختلف بقاع الأرض، ليحيوا تلك الليلة العظيمة في رحاب الإمام الضامن، مستذكرين مصيبة الأمة بفاجعة جرح أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

وتجمّع المؤمنون في ساحة الحرم الرضوي الشريف، في أجواء مليئة بالروحانية والسكينة، محاطين بنور إيمانهم، يتضرعون إلى الله تعالى بأدعية وذكرٍ وطاعات، في مشهد يعكس أسمى معاني التوحيد والإيمان. وقد غمرت أجواء الحرم الطاهر بصوت التلاوة والترتيل، حيث صدحت الحناجر بتلاوة القرآن الكريم، والآيات التي تتلى في هذه الليلة المباركة التي هي خيرٌ من ألف شهر.

وكانت مشهد المقدسة قد أعدت برامج دينية واحتفالية متنوعة، شملت محاضرات دينية، وموائد إفطار جماعية، وفعاليات روحية تنم عن عظمة هذه الليلة وفضلها الكبير في الإسلام.

وفي أجواء مليئة بالخشوع والرجاء، وقف الزوار معًا في صلاتهم، وكل منهم يسأل الله أن يجعل هذه الليلة طريقًا للرحمة والمغفرة، وأن يتقبل أعمالهم ويغفر لهم ذنوبهم. ولم تخلُ الليلة من الدموع التي نزلت على الوجوه المؤمنة، تعبيرًا عن حبهم الكبير للإمام الرضا (عليه السلام)، والشفقة على حال الأمة الإسلامية.

واختتمت الليلة بعدد من الفعاليات الروحية التي تُحيي بها قلوب المؤمنين، لتغمرهم بنعمة الله، وتمنحهم الأمل في أن تكون هذه الليلة نقطة تحول في حياتهم نحو الخيرات والبركات.
