تشهد ولاية شمال دارفور أوضاعًا إنسانية متدهورة جراء استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، حيث أعلنت السلطات المحلية عن مقتل 15,006 أشخاص منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 وحتى منتصف مارس 2025. ووفقًا لتصريحات المدير العام بوزارة الصحة في الولاية، إبراهيم خاطر، فإن من بين القتلى 2059 طفلًا و2468 امرأة، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالمدنيين، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا.
تفاقمت المعاناة في ظل استمرار القتال، حيث سقط عشرات القتلى والمصابين يوميًا في المناطق المحيطة بمدينة الفاشر، التي تتعرض لهجمات متواصلة من قبل قوات الدعم السريع. وتشير التقديرات إلى أن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أعلى من المعلن، إذ لم تصل العديد من الجثث إلى المستشفيات بسبب تعذر نقلها أو دفنها في مناطق النزاع.
الأوضاع الصحية في الولاية باتت على شفا الانهيار مع خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الكوادر الصحية، وهو ما يعقّد جهود الاستجابة للحالات الطارئة. كما يعاني السكان من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والوقود، ما يزيد من صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية في ظل الظروف الأمنية المتدهورة.
في ظل هذا التصعيد المستمر، تتزايد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في وقت لا تلوح فيه أي بوادر لحل سياسي يوقف النزيف المستمر في شمال دارفور والمناطق الأخرى المتأثرة بالحرب في السودان.
