
أثار تحول مياه نهر ريماك، أحد أهم مصادر المياه في ليما، إلى اللون الأحمر مخاوف واسعة في بيرو، بعدما كشفت تقارير بيئية عن تلوث خطير بمركبات سامة يشتبه في أن مصدرها شركة نسيجية. وأكدت الهيئة الوطنية للمياه ووكالة تقييم البيئة والإشراف أن النفايات السامة تم التخلص منها منذ أكتوبر 2024، متسببةً في ارتفاع مستويات الكروم والرصاص والمنغنيز والبكتيريا القولونية، ما يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة.
ومع انتشار صور ومقاطع فيديو، الشهر الماضي، على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر النهر بلونه الأحمر غير المعتاد، فتحت السلطات تحقيقًا موسعًا للكشف عن مصدر التلوث. وأفادت تقارير أن تركيز البكتيريا القولونية تجاوز المستويات الآمنة، بينما يُعد المنغنيز أحد أخطر المعادن المكتشفة، إذ يمكن أن يتراكم في الجهاز العصبي مسببًا أمراضًا خطيرة.
وتغطي رحلة هذه النفايات مناطق واسعة، بدءًا من لوريجانشو-تشوسيكا وصولًا إلى البحر، ما يُهدد الأمن المائي والغذائي في البلاد، حيث يعتمد ملايين السكان على مياه النهر في الشرب والزراعة وتوليد الطاقة.
وأعلن مكتب أمين المظالم أنه سيعقد اجتماعًا مع السلطات الصحية والبيئية لتنسيق الجهود واتخاذ إجراءات صارمة. كما طالب بفتح تحقيقات جنائية بحق المتسببين بالتلوث، محذرًا من التداعيات الخطيرة على سكان ليما.
بعد أيام من الشكاوى، أصدرت شركة سيدابال، المسؤولة عن إدارة المياه في ليما، بيانًا أكدت فيه أن التلوث ناتج عن تفريغات غير قانونية من منشأة نسيجية، مشيرةً إلى أنها أغلقت شبكات الصرف التابعة للشركة المعنية وقدمت اتهامات جنائية بارتكاب جرائم بيئية.
وفي دفاعها، شددت سيدابال على أن نظام معالجة المياه لم يتأثر، مؤكدةً استمرار خدمات المياه وفق معايير الجودة المعتادة. ومع ذلك، يطالب خبراء بيئيون بمحاسبة الشركات المخالفة وتشديد الرقابة على المنشآت الصناعية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث البيئية الخطيرة.