
أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، الأحد، عن اكتشاف بئر ماء أثرية في جزيرة فيلكا تعود لفترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي.
وأوضح محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس، أن البعثة السلوفاكية قد كشفت عن بئر مياه ضخمة تنضح بالمياه، تقع ضمن فناء منزل يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين. كما تم اكتشاف أساسات صخرية لمبنى مجاور للبئر، ودلائل تشير إلى وجود سور ضخم يحيط بالفناء والمنزل والبئر. بالإضافة إلى بقايا فخاريات تعود إلى فترة ما قبل 1400 و1300 سنة، مما يسلط الضوء على فترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي.

وأشار ابن رضا إلى أن هذا الاكتشاف يأتي في إطار أعمال التنقيب التي تجريها البعثة الأثرية الكويتية السلوفاكية في منطقة القصور، والتي تعد من أكبر المواقع الأثرية في جزيرة فيلكا. ويُعتبر هذا الموقع ذا أهمية خاصة لأنه يمتد عبر فترات زمنية متعددة، من الفترة ما قبل الإسلام إلى الفترات الإسلامية المبكرة والمتأخرة.
من جانبه، وصف الدكتور حسن أشكناني، أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة الكويت، الاكتشاف بأنه من أبرز الاكتشافات الأثرية في جزيرة فيلكا، مشيرًا إلى أن الاكتشاف يعود إلى الفترة المسيحية وبداية الإسلام، مما يعكس النشاط الحضاري في الجزيرة في تلك الحقبة. كما أضاف أشكناني أن الاكتشاف شمل أكثر من 5 كيلوغرامات من الأحجار الكريمة، مثل الياقوت والجمشت الأرجواني، مما يعكس طبيعة النشاط الاقتصادي في الجزيرة قبل حوالي 1400 سنة.

وأشار الدكتور ماتي روتكاي، رئيس البعثة السلوفاكية، إلى أن الموقع المكتشف يمتد على مساحة 38 مترًا طولًا و34 مترًا عرضًا، مع مساحة المنزل المكتشف التي تبلغ 97 مترًا مربعًا. أما بئر الماء المكتشفة فتبلغ 4.5 متر طولًا و4 متر عرضًا، وتجاورها قناة مياه. ومن المتوقع أن تركز البعثة في موسم 2025 على شمال مستوطنة القصور، حيث عُثر سابقًا على بقايا فناء ومنزل يُعتقد أنه كان يعود لأحد الأثرياء في تلك الفترة.
يُذكر أن موقع القصور يعد من أهم وأكبر المواقع الأثرية في جزيرة فيلكا، حيث يمتد لمسافة كيلومترين من الشرق إلى الغرب، ويصل عمقًا إلى كيلومتر واحد جنوبًا. وقد شهد الموقع العديد من الاكتشافات المهمة، مثل أساسات كنائس ومساكن مبنية من الحجر الجيري والطوب اللبن، إلى جانب مواد جبسية وأحجار كريمة وفخاريات تعود لفترات زمنية مختلفة.
