
أزالت جمعية الصين الإسلامية، وهي مجموعة شبه رسمية، شعارها التقليدي الذي كان يتضمن رموزًا إسلامية مثل القبة والهلال، من موقعها الإلكتروني وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة تواكب سياسة “صيننة” الأديان التي تطبقها بكين. وقد أحدث هذا التغيير، الذي يشتمل على شعار جديد باللون الأزرق وأبسط من سابقه، حالة من القلق بين المسلمين العاديين في الصين، الذين قد يشعرون بأن هذا التغيير يمثل محوًا ثقافيًا ويثير الريبة.
في 26 فبراير، بدأت الجمعية نشر تصميم جديد على حساباتها، حيث اختفت جميع الرموز الإسلامية، مثل القبة والهلال، لتُستبدل فقط بحروف اسم الجمعية باللغة الصينية. وكان الشعار القديم لا يزال ظاهرًا على حساب الجمعية في تطبيق WeChat حتى 21 فبراير، قبل أن يحدث التغيير المفاجئ.
جاء هذا التغيير في توقيت حساس، حيث يتزامن مع شهر رمضان، الذي يُعد من أقدس الأوقات بالنسبة للمسلمين في الصين والعالم. وفي الوقت ذاته، شدد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في تقرير الحكومة السنوي على أهمية “تعزيز الإدارة القائمة على القانون في حوكمة الشؤون الدينية”، وهي خطوة يتوقع المحللون أن تكون جزءًا من الخطة الخمسية لصيننة الإسلام التي بدأت في 2018.
وقال ديفيد ستروب، الخبير في شؤون مسلمي الهوي، إن إزالة الرموز المرتبطة بالإسلام تأتي ضمن سياسة “صيننة” تهدف إلى محاذاة الدين مع الثقافة الصينية، وتجنب أي مظهر من مظاهر “الأسلمة” مثل استخدام التصاميم العربية أو اللغة العربية في الأماكن العامة. هذه التعديلات تمثل استمرارية لحملة بدأها الرئيس شي جين بينغ عام 2015، والتي تهدف إلى دمج الأديان داخل الهويات الثقافية الصينية.
خلال السنوات الماضية، فرضت السلطات الصينية تعديلات معمارية على العديد من المساجد في البلاد، مثل المسجد الكبير في شاديان، حيث استبدلت القباب والمآذن بالطراز الصيني التقليدي. كما تم الاحتفاء بإزالة قبة أحد المساجد في مدينة شينينغ باعتباره “نجاحًا في حماية التراث التقليدي”.
الحملة أثرت بشكل كبير على مسلمي الهوي والإيغور، الذين نظموا احتجاجات ضد هدم المساجد وتغيير معالمها. وفي هذا السياق، قال إيان جونسون، الخبير في شؤون الأديان في الصين: “حملة صيننة الأديان تهدف إلى منع الدين من أن يصبح قوة مزعزعة للاستقرار، إلا أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تعزيز مشاعر الاستياء والريبة بين المسلمين.”
تأسست جمعية الصين الإسلامية في 1953، وهي الهيئة الوحيدة المعترف بها رسميًا من قبل الحكومة لنشر المعلومات الدينية وتعليم الإسلام. تسعى الجمعية إلى توحيد المسلمين داخل الصين والترويج لسياسات الحزب الشيوعي، بما في ذلك صيننة الإسلام، وهو ما يتضح في تغيير الهوية البصرية والرمزية للجمعية.