
يصادف اليوم الرابع عشر من شهر رمضان ذكرى استشهاد القائد الشيعي البارز المختار بن أبي عبيدة الثقفي (رضوان الله عليه)، الذي خلد اسمه في التاريخ باعتباره قائد ثورة الثأر لدم الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه بعد فاجعة كربلاء.
المختار، الذي نشأ في بيت من بيوت الشرف والمجد، كان رجلاً ذا بصيرة نافذة وإيمان راسخ، إذ حمل لواء نصرة أهل البيت (عليهم السلام) وسعى جاهدًا لإنصاف المظلومين والاقتصاص من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام). وقد أسس خلال فترة حكمه في الكوفة دولةً عملت وفق كتاب الله وسنة نبيه ونهج أهل البيت، فأقام العدل وطبق الحدود الشرعية، ما جعله هدفًا لحملات التشويه التي استمرت حتى بعد استشهاده.
استشهد المختار في العام 67 هـ على يد مصعب بن الزبير بعد معركة دامية في الكوفة، مخلفًا إرثًا ثوريًا لا يزال حيًا في وجدان المؤمنين. وقد بقيت ذكراه خالدة بفضل دوره المحوري في تحقيق العدالة والانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو الدور الذي جعله واحدًا من أبرز القادة الذين سطروا صفحات مضيئة في التاريخ الإسلامي.