في مثل هذا اليوم.. اكتشاف كوكب أورانوس، أكثر الكواكب غرابة في مجموعتنا الشمسية

في الثالث عشر من مارس عام 1781، شهد العالم اكتشاف كوكب أورانوس، الذي يُعد واحدًا من أكثر الكواكب إثارة للدهشة في نظامنا الشمسي. كان الفلكي البريطاني ويليام هيرشل هو أول من رصد هذا الكوكب من حديقة منزله في سومرست باستخدام التلسكوب، غير أنه ظن في البداية أنه مذنب قبل أن تتضح حقيقته ككوكب يدور حول الشمس في مدار أبعد من زحل.
لم يكن أورانوس مجهولًا تمامًا قبل اكتشافه رسميًا، فقد تم رصده عدة مرات على مدار العقود السابقة، إلا أن الفلكيين ظنوا أنه نجم وليس كوكبًا. ففي عام 1690، صنفه الفلكي جون فلامستيد على أنه نجم في كوكبة الثور، وأطلق عليه اسم “الثور 34”. كما قام الفلكي الفرنسي بيير شارل لومونييه بمراقبته عدة مرات بين عامي 1750 و1769، دون أن يدرك طبيعته الحقيقية.
عندما أعلن هيرشل عن رصده، ظن في البداية أنه مذنب بسبب حركته، لكنه لاحظ أن قطره يزداد مع زيادة قوة التلسكوب، وهو ما لا يحدث مع النجوم. دفعه ذلك إلى الاعتقاد بأنه قد يكون جرمًا سماويًا مختلفًا. أرسل ملاحظاته إلى الجمعية الملكية، حيث أثارت اهتمام الفلكيين، خاصة العالم الروسي أندريس جون ليكسيل، الذي حسب مدار الجرم الجديد وخلص إلى أنه كوكب وليس مذنبًا. كما توقع الفلكي الألماني يوهان إليرت بودي أنه كوكب غير مكتشف يدور في مدار أبعد من زحل، وسرعان ما أُجمِع على أن هذا الجرم المكتشف حديثًا هو بالفعل كوكب جديد.
اختيار اسم الكوكب كان محل جدل. اقترح هيرشل اسم “نجمة جورج” تكريمًا للملك جورج الثالث، لكن هذا الاسم لم يلقَ قبولًا واسعًا خارج بريطانيا. قدم الفلكي الفرنسي جيروم لالاند اقتراحًا بتسميته “هيرشل”، فيما اقترح الفلكي السويدي إريك بروسبيرين اسم “نبتون”. لكن الاسم الذي ساد في النهاية كان “أورانوس”، وهو اقتراح من يوهان بودي، الذي رأى أن تسمية الكوكب يجب أن تتماشى مع الأسطورة الإغريقية، حيث يمثل أورانوس إله السماء، ليكمل تسلسل الأسماء السماوية في النظام الشمسي.
يُعتبر أورانوس واحدًا من الكواكب العملاقة الغازية، ويتميز بتركيب يشبه تركيب نبتون، حيث يتكون بشكل رئيسي من الهيدروجين، الهيليوم، والميثان. يمتلك نظامًا من الحلقات يبلغ عددها 13 حلقة، ويحيط به 27 قمرًا، تدور جميعها حوله في اتجاه عقارب الساعة. وهو الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يدور على جانبه تقريبًا، ما يجعله فريدًا بين الكواكب. تبلغ مدة دورانه حول الشمس 84 سنة أرضية، ويُعرف بكونه أحد أبرد الكواكب في النظام الشمسي، حيث تصل درجات الحرارة على سطحه إلى مستويات شديدة الانخفاض.
في يناير 1986، زارته المركبة الفضائية فوييجر 2، وهي البعثة الوحيدة التي تمكنت من الوصول إليه حتى الآن، واكتشفت عشرة أقمار جديدة بالإضافة إلى نظام حلقات خافت يحيط بالكوكب. بفضل هذه الرحلة، تم التعرف بشكل أكبر على طبيعته الغامضة، إلا أن الكثير من أسراره لا تزال غير مكتشفة، مما يجعل أورانوس أحد أكثر الأجرام السماوية إثارة للاهتمام في الكون.