
اتهم تقرير نشرته صحيفة “العرب” السعودية الإدارة السورية الجديدة بقيادة أبو محمد الجولاني بتنفيذ عمليات قتل عشوائية على أساس الهوية الطائفية، وذلك رداً على احتجاجات ومظاهرات قام بها علويون في مناطق الساحل السوري. وأشار التقرير إلى أن هذه العمليات تجاوزت استهداف المسلحين، لتشمل مدنيين لم يشاركوا في القتال أو التظاهر، في تصعيد يعيد للأذهان أساليب تنظيم القاعدة الإرهـ،ـابي.
وأكد التقرير أن هيئة تحرير الشام، التي يتزعمها الجولاني، لم تتصرف كحكومة انتقالية بل كامتداد لتنظيم القاعدة، حيث سعت لتذكير خصومها بأن الخطاب المعتدل الذي تتبناه حالياً هو مجرد تكتيك فرضته ظروف الحكم، فيما يبقى الخيار العسكري قائماً بقوة. وحذر التقرير من أن هذا التصعيد ينذر بحرب أهلية قد تمتد إلى مناطق أخرى في البلاد.
في السياق ذاته، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الأمنية المرتبطة بالإدارة الجديدة ومجموعات مسلحة رديفة نفذت عمليات قتل واسعة استهدفت المئات من العلويين، بينهم نساء وأطفال، في الساحل السوري منذ يوم الخميس، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة بين السكان.
وأشار المرصد إلى أن عمليات القتل شملت “تصفيات طائفية وإعدامات ميدانية”، إضافة إلى “عمليات نهب وحرق للمنازل والممتلكات”، وذكر أن أكثر من ألف مدني، بينهم مئات النساء والأطفال، قُتلوا في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس، حيث أُعدموا رمياً بالرصاص.
وأفاد التقرير بأن انتشار القوات المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام في الساحل السوري يعكس رغبتها في فرض سيطرتها ومنع توسع دائرة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى تسكنها أقليات قد تتجرأ على التظاهر أو حمل السلاح ضد الإدارة الجديدة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل مخاوف متزايدة من أن تتحول هذه العمليات إلى شرارة لصراع طائفي أوسع في سوريا، التي تعاني من تبعات حرب مستمرة منذ 13 عاماً.