
أعربت النساء الأفغانيات، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، عن إصرارهن على مواصلة النضال من أجل حقوقهن وحريتهن، رغم القيود الصارمة التي فرضتها حركة طالـ،ـبان على حياتهن منذ استيلائها على السلطة.
يُعد اليوم العالمي للمرأة، الذي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم، فرصة لتجديد الالتزام بتحرير المرأة من القيود المفروضة عليها، حيث اعتادت المؤسسات الأفغانية، قبل سيطرة طالـ،ـبان، تنظيم فعاليات واسعة تدعو إلى إنهاء العنف ضد المرأة وتمكينها. إلا أن الوضع تغير جذرياً بعد سيطرة الحركة، حيث مُنعت النساء من العمل والتعليم، وأصبحت أي محاولة للمطالبة بالحقوق وسيلة لكشف الجرائم والانتهاكات المستمرة.
في هذا السياق، أكدت الناشطة في مجال حقوق الطفل، مينا عسكري، أن اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة للتضامن مع النساء اللواتي يواجهن القمع، مشددةً على أن “نصف المجتمع الأفغاني مسجون داخل جدران منازله دون أدنى حقوق، إلى جانب معاناة الزواج القسري والقمع والتعذيب”.
من جهتها، قالت نسرين أحمد، إحدى النساء المشاركات من ولاية بروان، إن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو يوم للنضال، مشيرةً إلى أن النساء في أفغانستان يتعرضن للقتل والاختفاء القسري بتهم ملفقة، دون أي احترام لحقوقهن. وأضافت: “في عصر التكنولوجيا، يجب أن نرفع أصواتنا بلا خوف ونواصل نضالنا”.
وتشاركها الرأي سيدة أفغانية تبلغ من العمر 58 عاماً، قالت إنها لم تر بوابة المدرسة قط، وإن حياتها كانت سلسلة من القمع والمعاناة. وأكدت أن جميع الحكومات التي تعاقبت على أفغانستان لم تقدم للمرأة سوى القتل والاضطهاد، داعيةً إلى استمرار النضال لتحقيق السلام والمساواة.
تواجه النساء الأفغانيات اليوم تحديات غير مسبوقة في ظل حكم طالـ،ـبان، حيث أُجبرت الكثيرات على التزام المنازل، فيما تعرّضت أخريات للاعتقال أو الاختفاء بسبب نشاطهن الحقوقي. وعلى الرغم من هذه الظروف القاسية، تؤكد النساء الأفغانيات أن نضالهن لن يتوقف، وأنهن سيواصلن رفع أصواتهن للمطالبة بالحرية والعدالة.