أخبارالعالم الاسلاميالعراق

في محافظة ديالى.. نداءات استغاثة لحماية التراث التاريخي والأثري

تحتفل محافظة ديالى بتاريخها العريق وتراثها الأثري الغني، ولكن العديد من المواقع الأثرية في المحافظة تواجه تهديدات خطيرة بسبب الإهمال المستمر وغياب الحماية الأمنية، ما يعرضها لخطر التدمير والسرقة. وعلى الرغم من أهمية هذه المواقع التاريخية، فإنها تفتقر إلى الحماية الفعالة، مما دفع المسؤولين إلى تجديد نداءات الاستغاثة لحماية هذا الإرث الثقافي الفريد.
من أبرز المواقع الأثرية في ديالى مبنى السراي العثماني في مدينة بعقوبة، الذي تم تشييده في نهاية القرن التاسع عشر كمقر للمتصرفية العثمانية، وشهد العديد من الأحداث المهمة خلال ثورة العشرين. يُعتبر المبنى اليوم مركزًا ثقافيًا يضم اتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني. كما يُعد قنطرة بهرز في ناحية بهرز جنوب بعقوبة أحد أقدم المواقع التاريخية في المنطقة، حيث يعود تاريخ بنائها إلى العصر العباسي، وهي شيدت لعبور القوافل التجارية بين بغداد وبلاد فارس.
ويعتبر سد العظيم الأثري أحد المعالم البارزة في ديالى، حيث يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، وهو مثال على المهندسة العراقية القديمة في استغلال الطبوغرافيا. ورغم مرور الوقت على إنشاء السد، فإن جانبيه ما يزالان قائمين، بينما تهدم الجزء الأوسط من السد.
إضافة إلى هذه المواقع، هناك العديد من المعالم الأخرى مثل خان بني سعد، الذي كان في القرن السابع عشر محطة استراحة للقوافل التجارية، وجسر الوند في خانقين، الذي يعود تاريخه إلى العصر الساساني. وعلى الرغم من هذه الأهمية التاريخية، فإن العديد من هذه المواقع تواجه الإهمال، مثل خان بني سعد الذي تحول إلى مكب للنفايات.
وأكد مدير مفتشية آثار ديالى، طارق يوسف الجبوري، أن المحافظة تضم 869 موقعًا أثريًا، إلا أن ثلثي هذه المواقع تفتقر إلى الحراسة الأمنية بسبب إحالة الحراس على التقاعد وعدم تعيين بدلاء لهم. وأضاف أن العديد من المواقع في مناطق مثل العظيم وبلدروز تعاني من نقص حاد في الحراس.
وفيما يتعلق بالتهديدات الأمنية، أشار الجبوري إلى أن تجاوزات على المواقع الأثرية تشمل أفعال المواطنين والقوات الأمنية، بالإضافة إلى عمليات التخريب التي نفذها عناصر تنظيم داعش خلال فترة سيطرتهم على المنطقة. كما أكد أن دائرة الآثار قد قدمت أكثر من 300 دعوى قضائية ضد المعتدين على المواقع الأثرية، وتم حسم العديد منها.
من جهته، أشار معاون مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات في الهيئة العامة للآثار، أحمد عبد الجبار، إلى أن العراق يضم حوالي 13,800 موقعًا أثريًا، يعاني معظمها من نقص في الحراسة بسبب إحالات التقاعد وعدم تعيين حراس جدد. وأوضح أن هناك حاجة ماسة إلى تخصيص درجات وظيفية جديدة لحراس المواقع الأثرية، مشيرًا إلى أن ديالى بحاجة إلى 75 درجة وظيفية لحراسة المواقع.
ويعتبر ملف التجاوزات على المواقع الأثرية في ديالى أمرًا خطيرًا، حيث تعرضت 12 موقعًا للنبش والسرقة بسبب غياب الحماية الأمنية. وتستغل عصابات التهريب هذا الوضع للعبث بالمواقع الأثرية وتهريب الآثار، مما يهدد هوية المنطقة التاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى