أخبارالعالم الاسلاميالعراق

العراق في قبضة الموت الصامت.. متى تنتهي حقول الألغام؟

رغم مرور عقود على الحروب التي اجتاحت العراق، لا تزال الأرض تحتفظ بذاكرة دامية على شكل حقول الألغام وعبوات ناسفة تهدد حياة المدنيين، وتلاحق المزارعين، وتعيق جهود إعادة الإعمار. هذه المخاطر المستمرة تمثل تهديداً حقيقياً للأجيال الحالية والمستقبلية، وتستدعي تدخلاً عاجلاً لإنهاء هذا التلوث الدموي.
في تقرير حديث، سلطت منظمة هيومانيتي آند انكلوشن (HI) العالمية للمساعدات الإنسانية الضوء على استمرار خطر الألغام والمواد المتفجرة في العراق، مشيرة إلى التحديات التي تواجهها فرق إزالة الألغام في تنفيذ مهامها. فقد تم تنظيف نحو 3.4 مليون متر مربع من الأراضي الملوثة بالألغام في عام 2024، إلا أن التحديات الأمنية، في بعض المناطق، تشكل عائقاً أمام عمل فرق إزالة الألغام.
التقرير أشار إلى أن الحروب المتعاقبة في العراق تركت البلاد ملوثة بمخلفات حربية ومواد متفجرة من قنابل عنقودية وألغام وعبوات ناسفة، بالإضافة إلى الأسلحة الكيمياوية التي سببت تلويث الأرض والماء والهواء، مما يشكل تهديداً طويل الأمد لصحة الإنسان والبيئة.
وفيما يتعلق بالآثار الصحية، أشار التقرير إلى أن الألغام غير المنفلقة تسببت في خسائر بشرية، خصوصاً بين المدنيين، وأبرزهم الأطفال، الذين يشكلون أكبر شريحة ضحية لهذه المخاطر. كما تسببت المواد المتفجرة في تلويث الأراضي الزراعية، مما يعيق جهود إعادة الإعمار في المناطق المتضررة.
في المناطق الحدودية بين العراق وإيران، يعتبر الشريط الحدودي الأكثر تلوثاً بسبب مخلفات الحرب العراقية الإيرانية، حيث تحتوي تلك الأراضي على أعداد ضخمة من الألغام التي تهدد الحياة في تلك المناطق. وفي المناطق الوسطى والشمالية من العراق، مثل كركوك وصلاح الدين ونينوى وديالى، كانت الحروب ضد تنظيم د1عش من 2014 إلى 2017 قد تركت خلفها آثاراً مدمرة من الألغام والعبوات الناسفة.
وتابع التقرير ذكر ممارسات فرق إزالة الألغام في مناطق مثل صلاح الدين، حيث تم تنظيف 2.2 مليون متر مربع من المواد المتفجرة، بالإضافة إلى إبطال مفعول 1,730 عبوة ناسفة. ورغم هذه الجهود، لا تزال الطرق والشوارع العامة، بالإضافة إلى المدارس والمباني العامة، ملوثة بالألغام، مما يشكل خطراً مستمراً على المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى