تقرير أممي: العراق يستضيف أكثر من 300 ألف لاجئ وسط تحديات إنسانية متزايدة

كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، في تقريرها الفصلي، أن العراق يحتضن أكثر من 300 ألف لاجئ، 90% منهم سوريون، في ظل تحديات إنسانية متفاقمة تتطلب استجابة دولية عاجلة.
وذكر التقرير أن العراق يمر بمرحلة تحول نحو الاستقرار والتنمية بعد عقود من النزاعات، لكنه لا يزال يواجه احتياجات إنسانية وتنموية مزمنة، خاصة في ظل استمرار أزمة النازحين واللاجئين. وأكدت المفوضية دعمها لإغلاق مخيمات النزوح بشرط توفر حلول مستدامة، مشيرةً إلى أن أكثر من مليون نازح عراقي لا يزالون خارج مناطقهم الأصلية، حيث يقيم 109 آلاف منهم فقط في 21 مخيماً بإقليم كردستان.
ووفقاً لإحصاءات المفوضية، يبلغ عدد اللاجئين المسجلين في العراق 338,138 لاجئاً وطالب لجوء، منهم 303,611 سورياً، إلى جانب لاجئين من دول أخرى، أبرزهم 9,582 لاجئاً من جنسيات متعددة، و9,447 إيرانياً، و8,213 تركياً، و7,285 فلسطينياً.
ويتركز 85% من اللاجئين في إقليم كردستان، حيث تستضيف أربيل 53.3% منهم، ودهوك 32.1%، والسليمانية 14.6%. فيما يقيم 15% من اللاجئين في محافظات وسط وجنوبي العراق، خاصة بغداد التي تستحوذ على 60% منهم، تليها كركوك ونينوى.
وأفاد التقرير بأن 27% من اللاجئين يعيشون في تسعة مخيمات داخل إقليم كردستان، بينما يقيم 73% في المناطق السكنية ضمن المجتمعات المضيفة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الخدمات العامة لضمان إدماجهم بشكل مستدام.
وأشار التقرير إلى أن حركة عودة اللاجئين السوريين من العراق إلى بلادهم خلال 2024 بلغت 2,749 شخصاً، لكنها تباطأت بشكل ملحوظ منذ بداية 2025، بسبب المخاوف الأمنية في شمال شرق سوريا، حيث ينحدر معظم اللاجئين السوريين في العراق. وأكد التقرير أن العديد منهم لا يزال في حالة “انتظار وترقب” بشأن الأوضاع في وطنهم.
وحذرت المفوضية من عجز مالي كبير يهدد عملياتها الإنسانية في العراق خلال 2025، حيث تحتاج إلى 158.5 مليون دولار لتلبية احتياجات اللاجئين والنازحين، لكن نسبة التمويل المتوفر لا تتجاوز 8%، ما يترك فجوة مالية تصل إلى 92%. وأوضحت أن الجزء الأكبر من التمويل مخصص للمساعدات النقدية للفئات الأكثر تضرراً، فضلاً عن دعم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية.
وأفاد التقرير بأن 56 ألف لاجئ من الفئات الأكثر ضعفاً تلقوا مساعدات نقدية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، فيما تم تسجيل 55 ألف طفل سوري لاجئ في مدارس إقليم كردستان للعام الدراسي 2024-2025، مع افتتاح ست مدارس جديدة بدعم من المفوضية. كما شملت جهود المفوضية توفير الخدمات الطبية والقانونية لضمان حماية اللاجئين وحقوقهم.
يأتي هذا التقرير في وقت يواجه العراق تحديات متزايدة في التعامل مع أوضاع اللاجئين والنازحين، وسط دعوات لتعزيز الدعم الدولي لضمان استقرار المجتمعات المستضيفة وتوفير حلول دائمة للعائلات المتضررة.