في ذكرى رحيله.. الشيخ المفيد.. رائد الفكر الفقهي والكلامي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)

في مثل هذا اليوم الثالث من شهر رمضان من سنة 413 هـ، فقد العالم الإسلامي أحد أبرز علمائه، المحدث والفقيه الكبير أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد. يعد الشيخ المفيد من أبرز العلماء في القرن الرابع والقرن الخامس الهجري، حيث كان له دور محوري في تدوين أصول الفقه الشيعي وتأسيس منهج فقهي جديد.
وُلد الشيخ المفيد سنة 336 هـ في قرية سويقة البصري، ونشأ في مدينة واسط تحت رعاية والده الذي كان معلماً. وكان يُلقب ابن المعلم، كما أطلق عليه علي بن عيسى الرماني المعتزلي لقب “المفيد” بعد مناظرة علمية دحض فيها الشيخ المفيد حججه.
شهد عصره العديد من الأحداث الدموية في منطقتي الكرخ وباب الطاق في العاصمة بغداد، حيث تعرضت تلك المناطق لأعمال حرق ونهب وقتل، وهو ما أذاق الشيخ المفيد العديد من صنوف الأذى، حتى تم نفيه من بغداد في عام 392 هـ إثر حوادث شغب.
كان للشيخ المفيد العديد من المؤلفات التي وصلت إلى حوالي 200 مصنف، وأوصلها تلميذه أحمد بن علي النجاشي. وتتنوع مؤلفاته بين الفقه والكلام، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: المؤلفات الخاصة في موضوعات معينة، الأجوبة عن الأسئلة الواردة إليه من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، والردود والنقوض على الآراء الباطلة.
وفي عام 1413 هـ، انعقد المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد في المدرسة العليا للتربية والقضاء بمدينة قم، حيث شارك في المؤتمر 250 شخصية علمية من 32 دولة. وناقش الباحثون وأساتذة الحوزات العلمية والجامعات الآراء والأفكار الفقهية والكلامية والتاريخية والحديثية للشيخ المفيد، بالإضافة إلى خصائص عصره. وقدمت العديد من المقالات التي تناولت إسهاماته الفكرية في مختلف المجالات.