أخبارأوروباالعالم

رغم صعود اليمين المتطرف.. تفاعل رسمي وشعبي ألماني مع شهر رمضان المبارك

في خطوة تعكس الانفتاح والتنوع الثقافي، أضاءت مدينة فرانكفورت الألمانية هذا العام مركزها التجاري بمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث أضاءت عبارة “رمضان مبارك” لمدة 30 يومًا على شارع فريبجاس الراقي، في تقليد يُعد الثاني من نوعه بعد العام الماضي. ويشهد هذا الشارع، الواقع في حي إنينستادت بمدينة فرانكفورت، تجمُّعًا كبيرًا للمشاة ومكانًا مهمًا في الحي التجاري Bankenviertel، مما يبرز تفاعل المدينة مع الثقافة الإسلامية.
وعلقت رئيسة بلدية فرانكفورت، نرجس إسكندري جرونبرغ، على الحدث بالقول: “نحن نظهر أن حياة المسلمين هي جزء طبيعي من مدينتنا. فرانكفورت تمثل التنوع والانفتاح”. جدير بالذكر أن المدينة تُعد موطنًا لعدد كبير من المسلمين، وقد شهدت في عام 1965 كاتدرائية فرانكفورت تحتضن صلاة عيد الفطر لأول مرة.
أما في مدينة كولونيا، فقد استقبلت كاتدرائية كولونيا المسلمين في الستينيات لأداء صلاة عيد الفطر عندما لم يكن هناك مساجد كافية في المدينة. هذا الحدث التاريخي قوبل بتفاعل إعلامي ملحوظ، وأطلقت الصحافة المحلية عليه لقب “يوم التسامح في تاريخ الأديان”.
من جهة أخرى، عبّر المستشار أولاف شولتز عن تمنياته للمسلمين بمناسبة شهر رمضان، حيث كتب: “ما يثلج قلبي بشكل خاص هو أن كثيرين يفتحون أبوابهم عند الإفطار للمسلمين ولجميع المواطنين الآخرين. نتشارك ما يوحدنا من مبادئ تتجاوز حدود الديانات والثقافات”.
وفي ظل تزايد الحركات اليمينية المتطرفة، أشار الخبير الاجتماعي زين علاء الدين إلى أنه “رغم ارتفاع شعبية حزب البديل في ألمانيا ومعاداته للمسلمين، إلا أن طريقة تفاعل المجتمع الألماني مع المناسبات الاجتماعية للمهاجرين لافتة واستثنائية”.
وأثنى الموظفون المسلمون في ألمانيا على هذه المبادرات المجتمعية التي تؤكد الترحيب بالآخر وتقبل العادات والتقاليد للمهاجرين، حيث ذكر مصطفى السلات من مدينة شتوتغارت أنه فوجئ بتوزيع المديرين الماء والتمر على الموظفين المسلمين احتفالًا بشهر رمضان.
في السياق ذاته، أضاف أحمد الجندي، أحد الموظفين في حضانة أكواخ ملونة في برلين، أن “الإدارة نظمت إفطارًا جماعيًا مع مشاركة الأطفال وأسرهم، مما يعكس تحولًا إيجابيًا في تقبل العادات الإسلامية”.
تُظهر هذه المبادرات الشعبية والرسمية في ألمانيا تفاعلًا مع الجالية المسلمة، ويُعد شهر رمضان فرصة لتعزيز روح التضامن والتعايش السلمي بين الألمان والمسلمين على حد سواء.
على الرغم من القلق الناتج عن صعود اليمين المتطرف في البلاد، والذي أظهرته نتائج الانتخابات الأخيرة، حيث حقق حزب البديل نسبة 20.8% من الأصوات، إلا أن هذه التفاعلات الإيجابية تدل على دعم واسع من المجتمع الألماني للمسلمين، مما يبعث على التفاؤل في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى