في خطوة جريئة لتوثيق التحديات التي يواجهها المسلمون في الهند، أطلق الكاتب والأكاديمي والإعلامي سيد علي مجتبى كتابه الجديد “لقاء المسلمين الهنود مع الديمقراطية”، الذي يعد مرجعًا هامًا لفهم واقع هذا المجتمع في ظل التحولات السياسية والاجتماعية.
يقدم الكتاب تحليلًا عميقًا لمسيرة المسلمين منذ استقلال الهند، حيث يستعرض التغيرات التي طرأت على وضعهم الاجتماعي والسياسي، متناولًا الاعتداءات المتزايدة على حياتهم وممتلكاتهم وهويتهم الدينية، ومثيرًا تساؤلات جريئة حول مستقبلهم في بلدهم.
ولا يقتصر الكتاب على رصد التحديات، بل يوجه المؤلف رسالة واضحة إلى المسلمين، مؤكدًا أن التمكين السياسي، والتعليم القائم على الجدارة، وتعزيز القدرات الذاتية هي الأدوات التي يجب أن يعتمدوا عليها لمواجهة الواقع القاسي.
ويضم الكتاب 15 فصلًا، تتناول مختلف القضايا التي تهم المسلمين في الهند، من التحديات السياسية والاجتماعية إلى ضعف تمثيلهم في المجالس التشريعية، ودور الإعلام في تشكيل صورتهم، إضافة إلى دراسة مقارنة بين وضع المسلمين الهنود اليوم والمسلمين في إسبانيا خلال القرن السادس عشر، متسائلًا: إلى أين يتجه المسلمون في الهند؟
ويرى المؤلف أن الحل الوحيد لضمان مستقبل أكثر إشراقًا للمسلمين يكمن في استيعاب قواعد الديمقراطية التي تعتمد على الأرقام، والمشاركة الفعالة في النظام السياسي، مشيرًا إلى أن الهند قد تحمل مستقبلًا واعدًا للمسلمين، بشرط أن يدركوا كيفية الاندماج في المنظومة الديمقراطية.
هذا وقد وصف مراقبون الكتاب الجديد بأنه يتجاوز كونه دراسة أكاديمية، ليصبح دعوة صريحة لإعادة التفكير في واقع المسلمين واستراتيجياتهم للمستقبل في ظل التحديات المستمرة.
