
تشهد ولاية كيرالا الهندية تغيرًا ديموغرافيًا ملحوظًا، حيث ارتفعت معدلات المواليد بين المسلمين بشكل يفوق نظيراتها بين الهندوس والمسيحيين، وفقًا لإحصاءات متخصصة نشرتها مراكز بحثية محلية.
وذكر تقرير صادر عن “مركز دراسات السياسات” أن حصة المسلمين من إجمالي المواليد في 2019 بلغت نحو 44%، على الرغم من أن نسبتهم السكانية وفق تعداد 2011 لم تتجاوز 27%، في حين انخفضت نسبة المواليد بين الهندوس والمسيحيين بشكل ملحوظ، مما يعكس تحولات ديموغرافية بارزة.
ويُرجع التقرير هذه الزيادة إلى عدة عوامل، منها تماسك الأسرة المسلمة، والمحافظة على قيم الإنجاب، وارتفاع نسبة الشباب داخل المجتمع المسلم، فضلًا عن الإقبال على الزواج المبكر مقارنةً بالطوائف الأخرى، مما يزيد فرص الإنجاب.
ويرى مراقبون أن هذه التغيرات تعكس حيوية المجتمعات الإسلامية، لا سيما في ظل التراجع المتسارع لمعدلات المواليد بين بقية الفئات السكانية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التوازن الديموغرافي في الولاية.
في المقابل، يلفت خبراء إلى أن التركيز يجب أن يكون على أسباب انخفاض المواليد بين الطوائف الأخرى بدلًا من إثارة المخاوف حول النمو الطبيعي للمسلمين، مشيرين إلى أن المجتمعات الشابة تمتلك فرصًا أكبر في الابتكار والتطوير، وهو ما يعكسه الحراك السكاني الإسلامي في كيرالا.
ويؤكد التقرير أن المسلمين في الولاية لا يشكلون مجرد كتلة سكانية متزايدة، بل يُساهمون في دفع عجلة الاقتصاد وتعزيز التنمية الاجتماعية، ما يجعل من التحولات الديموغرافية فرصة لتعزيز الاستقرار والتقدم بدلًا من إثارة الجدل.