سلّطت شبكة “أي بي سي ABC” التلفزيونية الأسترالية الضوء على الأبعاد الروحية والاجتماعية لشهر رمضان المبارك، مؤكدة أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تجربة إيمانية تعزز التقوى والانضباط الذاتي، وتجسد قيم العطاء والتآخي.
وأوضحت الشبكة في مقال افتتاحي نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن شهر الصيام يشكل محطة للتأمل والسمو الأخلاقي، حيث يتجلى معناه الحقيقي في الامتناع الطوعي عن ضروريات الحياة استجابة لنداء الروح قبل الجسد. واستشهدت بقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: (183)، مشيرة إلى أن شهر رمضان مدرسة تربوية تسهم في تهذيب النفس وتعزيز الروابط الاجتماعية.
كما تناول المقال الفوائد الصحية للصيام، مستندًا إلى دراسات حديثة أظهرت دوره في تحسين الصحة العامة، وخفض ضغط الدم والكوليسترول، والحد من مخاطر أمراض مثل الزهايمر، فضلاً عن ارتباطه بأساليب التغذية الحديثة مثل “الصيام المتقطع” الذي يساعد في الحفاظ على الوزن المثالي.
وأكدت الشبكة أن شهر رمضان يعزز روح التلاحم الاجتماعي، حيث تتحول موائد الإفطار إلى لقاءات تجمع العائلات والأصدقاء، وتمتد لتشمل غير المسلمين عبر مبادرات الإفطار الجماعي في المساجد والجامعات، مما يعزز ثقافة التعايش والانفتاح. كما يبرز الشهر الفضيل كوقت للبذل والعطاء، إذ يحرص المسلمون على إطعام المحتاجين، وتقديم الصدقات، وتجسيد قيم الرحمة والتكافل.
وخلص المقال إلى أن شهر رمضان يمثل فرصة لإعادة تقييم الذات، وتجديد العهد بالقيم الأخلاقية، مشددًا على أن جوهر هذا الشهر يكمن في كونه درسًا في الإنسانية ورسالة سلام تمتد إلى العالم أجمع.
