أعلن حزب العمال الكردستاني، السبت، وقف إطلاق النار مع تركيا، استجابةً للدعوة التاريخية التي وجّهها زعيمه عبدالله أوجلان من سجنه، حيث دعا الحزب إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه، في خطوة وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها “فرصة تاريخية”.
وجاء في بيان اللجنة التنفيذية للحزب، الذي نقلته وكالة فرات للأنباء المؤيدة له: “من أجل تمهيد الطريق لتنفيذ دعوة الزعيم آبو (لقب أوجلان) للسلام ولمجتمع ديمقراطي، نعلن وقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم”.
وكان أوجلان قد وجّه، الخميس، رسالة إلى أنصاره، طالبهم فيها بعقد مؤتمر وإعلان قرار حلّ الحزب نهائيًا، قائلاً: “يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه”.
وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على هذه الخطوة، معتبرًا إياها “فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهـ،ـاب”.
يُذكر أن النزاع بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية مستمر منذ عام 1984، وقد أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص. ورغم ابتعاد الحزب عن أهدافه الانفصالية، وسعيه بدلاً من ذلك إلى مزيد من الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا، إلا أن المحاولات السابقة لوقف العنف، بما فيها محادثات 2015، انهارت وسط تصاعد التوترات.
وقد توقفت الاتصالات الرسمية حتى أكتوبر الماضي، عندما طرح دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية المتشدد، مبادرةً مفاجئة دعا فيها أوجلان إلى نبذ العنف، وهي خطوة أيدها أردوغان.
ويُتوقع أن يكون لهذا الإعلان تداعيات إقليمية، خاصة على إقليم كردستان العراق، حيث يتمركز مقاتلو الحزب، وكذلك على سوريا المجاورة، التي تشهد تحولات كبرى بعد انتهاء الحرب الأهلية والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
