
في أحد أحياء مدينة لوديانا الهندية، ينبض حي سونيت بإيقاع الإبر التي ترسم بأنامل الحرفيين المسلمين لوحات فنية مذهلة على الأقمشة، محافظين بذلك على إرث تطريز يدوي يمتد لعقود. فعلى وقع ضربات الخيط والneedlework، تتحول الأقمشة إلى قطع فاخرة تُعرض في أرقى المتاجر المحلية والعالمية.
زوبي خان، أحد أمهر الحرفيين في السوق، يروي لوسائل إعلام محلية رحلته من ولاية أوتار براديش إلى لوديانا قبل 19 عامًا، قائلاً: “جئت للعمل لدى أحد المقاولين، واليوم أمتلك متجري الخاص وأشرف على تدريب مجموعة من الشباب الموهوبين.” ويشير إلى أن هذه المهنة ليست مجرد حرفة، بل شغف يتوارثه الحرفيون جيلاً بعد جيل.

وتعتمد الأسواق المحلية على أنماط تطريز تقليدية مثل الدبكة، الزردوسي، تطريز اللؤلؤ، الآري، والماتاردانا، والتي تدخل في تصميم أزياء فاخرة تُزين منصات العرض العالمية. الحرفي المخضرم أوبيس الطاف، الذي يعمل في السوق منذ أكثر من 25 عامًا، يؤكد أن أغلب الحرفيين في المدينة قدموا من ولايتي أوتار براديش وبيهار، واستقروا في لوديانا ليحافظوا على هذا الفن التراثي العريق.
ويشير الطاف إلى أن الطلب على أعمالهم يزداد خلال مواسم الأعراس، حيث يمكن أن يصل سعر الفستان المطرز يدويًا إلى 100 ألف روبية، لكنه يتطلب جهدًا شاقًا يستغرق أسابيع من العمل الدقيق. ورغم أن معظم الحرفيين يتعاملون مع تجار الجملة وأصحاب المحلات، إلا أن هناك توجهًا متزايدًا نحو التوسع، مع تصدير القطع المطرزة إلى الأسواق العالمية.

ويؤكد الطاف أن علاقتهم بالمجتمع البنجابي مثالية للغاية، قائلاً: “لم نشهد أي موقف غير سار، فأهل لوديانا يحتضنوننا وكأننا جزء منهم.” وعلى الرغم من أن هامش الربح ليس كبيرًا، إلا أن الحرفيين يواصلون العمل بشغف، محتفظين بسحر التطريز اليدوي، حيث تحوّل أناملهم الخيوط إلى قصص تحكي تراث أجيال من الإبداع والتميز.