الذكاء الاصطناعي في التعليم.. بين التطوير والتحديات

يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم جدلاً واسعًا بين مؤيد يراه أداة تعزز التعلم، ومعارض يحذر من تأثيره السلبي على المهارات النقدية والاستقلالية الفكرية للطلاب.
يرى خبراء في تكنولوجيا التعليم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تخصيص التعلم وأتمتة المهام المتكررة، مما يسمح للمعلمين بالتركيز على الجوانب الإبداعية والتوجيهية. ومع ذلك، يحذر البعض من أن الاعتماد المفرط عليه قد يؤدي إلى ضعف التفكير النقدي وانتشار المعلومات المضللة، خاصةً إذا لم يتلقَ الطلاب تدريبًا كافيًا على استخدامه.
وفقًا لدراسة أجرتها جوجل وإيبسوس، فإن 45% من الإسبان استخدموا الذكاء الاصطناعي لدعم دراستهم أو عملهم، بينما أظهر بحث لمنصة إمبانتادوس أن 82% من الطلاب و73% من المعلمين لجأوا إليه. لكن في المقابل، بدأت بعض الجامعات في فرض قيود على استخدامه، حيث يُطلب من الطلاب الإقرار بعدم اللجوء إليه في بعض المهام الأكاديمية.
من جهة أخرى، يشير خبراء مثل أنطوني باينا من كلية علم النفس في كتالونيا، إلى أن الاستخدام الصحيح للذكاء الاصطناعي في التعليم يجب أن يركز على تعزيز مهارات التحليل والتفكير النقدي بدلاً من الاعتماد الكلي على النتائج الجاهزة. كما يتوقع خوسيه سيبيدا، أستاذ في جامعة كارلوس الثالث، أن تتغير أنظمة التقييم مستقبلاً، لتصبح أكثر اعتمادًا على الامتحانات الشفهية والتقييمات الحية، مما يجبر الطلاب على التعبير عن أفكارهم بدلاً من مجرد نسخها.
لكن إلى جانب الفوائد، هناك مخاطر محتملة، مثل تعزيز الفجوة الرقمية بين الطلاب، ووقوع البعض ضحية للمعلومات المضللة أو الاستخدامات غير الأخلاقية لهذه التقنيات. ويرى الخبراء أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس مسألة عمر، بل نضج فكري، مما يستدعي توجيهًا مستمرًا للأطفال لضمان استخدام آمن وفعّال.