ارتفع عدد الأطفال الرضّع الذين فقدوا حياتهم في قطاع غزة بسبب البرد القارس وسوء الأوضاع المعيشية إلى ستة أطفال، بعد وفاة ثلاثة منهم خلال الساعات الماضية، في ظل نقص حاد في وسائل التدفئة والمساعدات الإنسانية.
وأكد الدكتور سعيد صلاح، المدير الطبي لمستشفى جمعية أصدقاء المريض في غزة، أن خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين شهر وشهرين توفوا خلال الأسبوعين الماضيين في شمال القطاع، بينما توفيت رضيعة أخرى عمرها شهران في منطقة المواصي بمدينة خان يونس.
وأشار صلاح إلى وجود حالات أخرى في العناية المركزة، محذرًا من ارتفاع الوفيات مع استمرار موجة البرد الشديد وانعدام الكهرباء والوقود، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للخطر. وأضاف أن المستشفى استقبل في الساعات الماضية ثمانية أطفال حديثي الولادة يعانون انخفاضًا حادًا في حرارة الجسم، وتوفي ثلاثة منهم بعد وقت قصير من وصولهم بسبب التجمد.
في جنوب غزة، أعلن الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، وفاة الطفلة شام يوسف الشنباري (60 يومًا)داخل خيمتها في المواصي بسبب البرد القارس، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية في القطاع أصبحت كارثية مع تزايد عدد النازحين وفقدان أبسط مقومات الحياة.
وبالتزامن مع هذه الأزمة، يواجه سكان غزة تحديات معيشية متزايدة، حيث تشهد الأسواق ارتفاعًا مستمرًا في الأسعار بسبب القيود الإسرائـ،ـيلية المفروضة على إدخال البضائع عبر معبر كرم أبو سالم. ومع اقتراب شهر رمضان، يخشى السكان من مزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية، في وقت تمتد فيه الطوابير أمام المخابز والمحال التجارية، بينما يعاني الأهالي من شح المياه الصالحة للشرب واستمرار الأزمات اليومية التي جعلت الانتظار في الطوابير ملخصًا للحياة في غزة.
