ارتفاع حاد في حالات شلل الأطفال بأفغانستان وسط توقف حملات التطعيم المنزلية

شهدت أفغانستان ارتفاعًا مقلقًا في عدد حالات شلل الأطفال خلال عام 2024، حيث تضاعف العدد بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بعام 2023، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. هذا التصاعد الحاد جاء في أعقاب قرار حركة طالـ،ـبان بوقف حملات التطعيم من منزل إلى منزل في عدة ولايات، بدءًا من قندهار وهلمند، ثم امتد ليشمل مناطق أخرى.
وتظهر البيانات أن 25 حالة إيجابية لشلل الأطفال سُجلت في عام 2024، مقارنة بـست حالات فقط في العام السابق. وتصدرت ولايتا قندهار وهلمند قائمة الإصابات، حيث تم تسجيل 12 حالة في قندهار و8 حالات في هلمند، بينما ظهرت حالات أخرى في أوروزجان، باكتيكا، كونار، ونورستان. كما شهدت ولاية بادغيس ظهور أول إصابة بالمرض منذ أكثر من عام، بعد تشخيص حالة لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات في منطقة بالا مورغاب.
ويرى مختصون أن قرار حظر حملات التطعيم المنزلية أسهم بشكل كبير في انتشار المرض، حيث يؤكد العديد من المواطنين الأفغان أن هذا الإجراء حرم الأطفال من الحصول على اللقاحات اللازمة. وتشير ليدا ستانيكزاي، وهي إحدى سكان كابول، إلى أن التطعيم المنزلي كان الحل الأمثل للأمهات، قائلة: “نطالب وزارة الصحة بإعادة تنفيذ الحملة من منزل إلى منزل. من الصعب جدًا علينا اصطحاب أطفالنا إلى المساجد في ظل الظروف الجوية القاسية”.
وفي هرات، أعرب أحد السكان عن استيائه من التغيير في آلية تقديم اللقاحات، موضحًا أن الفرق الطبية لم تعد تزور المنازل كما في السابق، ما اضطر الأهالي إلى التوجه إلى المراكز الصحية، الأمر الذي أدى إلى تفويت العديد من الأطفال جرعاتهم الوقائية.
وسط هذا الوضع الحرج، أعلنت منظمة “أفغانستان خالية من شلل الأطفال” أنها ستطلق حملة تطعيم جديدة هذا الأسبوع، في محاولة للحد من تفشي الفيروس. ومع ذلك، لا تزال أفغانستان واحدة من الدول القليلة التي لم تتمكن من القضاء على المرض، مما يجعل الوضع الصحي فيها أكثر خطورة، ويستدعي استجابة عاجلة لمنع انتشار أكبر لهذا الوباء.