المؤتمر الدولي الثامن “سلمان ملتقى الأديان” يجمع 40 دولة لمناقشة تحديات الهوية في عصر الغيبة

شهد مزار الصحابي الجليل سلمان المحمدي (عليه السلام)، أمس الجمعة 21 شباط 2025، انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثامن تحت شعار “تحديات الهوية في عصر الغيبة”، والذي تنظمه الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم.

وقال مراسل وكالة أخبار الشيعة، بدأت فعاليات المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الدولي الحاج عامر الكاظمي، الذي أضفى على الأجواء روحانية خاصة. تلا ذلك وقوف الجميع احترامًا للنشيد الوطني العراقي، ثم قرأ الحضور سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق. بعد ذلك، تم عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على مسيرة المؤتمر من بدايته، متناولًا أبرز المحاور التي ناقشتها الدورات السابقة، إضافة إلى دوره في تعزيز الحوار بين الأديان وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.

وأوضح أن المشرف العام على المؤتمر، الأستاذ حسن هادي عليوي الجبوري، استهل كلمته بتأكيد دور مزار الصحابي سلمان المحمدي في تعزيز مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان. كما ألقى الأستاذ حسين اللامي، الوكيل الديني والثقافي في ديوان الوقف الشيعي، كلمة نيابة عن رئيس الديوان، أشار خلالها إلى أهمية الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية في ظل التحديات الفكرية المعاصرة.

ثم تناول المهندس علي صاحب جبر الجبوري، الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة، الحديث عن الجهود التنظيمية الكبيرة التي بُذلت لإنجاح المؤتمر، بينما ألقى سماحة السيد علاء الدين الحسني كلمة اللجنة التحضيرية، مؤكدًا على أهمية هذا الملتقى في جمع المفكرين لتعزيز القيم الدينية المشتركة.

وتابع أنه، بعد الكلمات الافتتاحية، ألقى الشاعر محمد الأعاجيبي قصيدة شعرية تناولت القيم السامية للصحابي سلمان المحمدي، وربطها بتحديات الهوية الفكرية التي يواجهها المسلمون في العصر الحالي. كما شهد المؤتمر ندوة حوارية ضمت ممثلين عن مختلف الأديان، حيث تم بحث سبل تعزيز التفاهم والتعاون بين الأديان لمواجهة التطرف الفكري وترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل.
وبين انطلقت الجلسات البحثية التي تناولت مواضيع متعددة، منها التحديات الفكرية في عصر الغيبة ودور المراكز الدينية في تعزيز السلم المجتمعي، في ثلاث قاعات تحمل أسماء شخصيات إسلامية بارزة. وقد قدم المؤتمر أكثر من 100 بحث علمي من 40 دولة.

واختُتمت فعاليات المؤتمر بتوزيع الهدايا التقديرية على أعضاء اللجنتين التحضيرية والعلمية، وتكريم الباحثين المشاركين. كما أوصى المشاركون بضرورة استمرار المؤتمر وتطويره في السنوات القادمة مع التوسع في المحاور البحثية، ليظل هذا الملتقى أحد الأعمدة الفكرية للحوار الإنساني عبر الحدود.
