أخبارالعالم الاسلاميالعراق

د1عش وأثره المستمر.. مخاوف الأقليات في العراق من عودة الإرهـ،ـاب

رغم الهزائم التي مني بها تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، لا يزال تهديده قائماً في بعض المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، مما يثير مخاوف كبيرة لدى الأقليات العرقية والدينية في العراق. هذه الأقليات، التي عانت بشدة في مواجهة إرهـ،ـاب د1عش خلال سنوات الحرب، ما زالت تعيش في حالة قلق متواصل من احتمالية عودة التنظيم أو ظهور تهديدات مشابهة في المستقبل.
وبحسب تقرير نشره موقع “أمواج” البريطاني، يعرب الكثيرون من الأقليات العراقية عن مخاوفهم من تداعيات الأحداث الأخيرة في سوريا، حيث تسيطر جماعات متشددة على بعض المناطق، مما يثير القلق من تكرار المآسي التي تعرضوا لها في عام 2014، في وقت كان تنظيم د1عش يسيطر على مناطق واسعة.
أبرز المخاوف تركز على المجتمع الإيزيدي الذي تعرض لتهجير واسع من قبل د1عش، حيث تم تهجير أكثر من 400 ألف شخص، وقتل آلاف، بينما تم اختطاف حوالي 7 آلاف امرأة وطفل وبيعهم في أسواق العبودية الجنسية. هذه المآسي تظل عالقة في أذهان هؤلاء السكان الذين يطالبون الحكومات العراقية والسورية بضمانات أمنية حقيقية لحمايتهم.
الجهود العراقية لتوفير الحماية هذه الأيام تشمل بناء جدار أمني بطول 599 كيلومترًا على الحدود الغربية، بالإضافة إلى تنسيق مع السلطات السورية الجديدة. إلا أن الوضع يبقى غامضًا بالنظر إلى الدور الذي تلعبه الجماعات السنية المدعومة من تركيا في سوريا، ما يعزز من المخاوف من احتمال خروج الأمور عن السيطرة مجددًا.
وفي هذا السياق، يشير الصحفي الإيزيدي أحمد شنكالي إلى أن محاولات حكام سوريا الجدد تحسين صورتهم لا تزال غير كافية، خاصة أن العديد منهم لديهم تاريخ طويل من العنف ضد الأقليات. ويمضي قائلًا إن “التطمينات” التي تقدمها جماعة “هيئة تحرير الشام” لا تكفي لتهدئة المخاوف العميقة التي يعاني منها الإيزيديون وبقية الأقليات.
إضافة إلى ذلك، لا تزال المخاوف قائمة من احتمالية عودة داعش إلى مناطق في البادية السورية، بما يعزز من تهديد الجماعات السنية المتشددة. هذه المخاوف تتفاقم خاصة مع وجود أكثر من 40 ألف محتجز في مخيم الهول السوري، يُعتقد أن العديد منهم مرتبطون بتنظيم داعش.
وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الإجراءات الأمنية في مواجهة تهديدات د1عش والجماعات السنية المتشددة؟ أم أن التوترات السياسية والانقسامات الحالية بين الفصائل في العراق وسوريا ستظل تشكل خطرًا كبيرًا على الأقليات؟ في النهاية، يبقى المستقبل غير واضح، ويعتمد على كيفية تعامل الحكومات مع هذه القضايا المصيرية، مما قد يشكل فارقًا بين الاستقرار والتهديد المستمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى